موقف ابن تيمية من التصوف والصوفية ومنهجه في الحكم عليهم
28-10-2020 1227 مشاهدة
موقف ابن تيمية من التصوف والصوفية
ومنهجه في الحكم عليهم
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ [1].
أهمية البحث:
يعد شيخ الإسلام من أعلام المنهج السلفي، والذي أحسب أن منهج السلف قد توطدت دعائمه على يديه، خاصة مع تصانيفه الوافرة في تأصيل مذهب السلف و نصرته والرد على مخالفيه، إضافة إلى تصانيفه التي تشعبت في شتى ميادين العلوم الإسلامية، من عقيدة وفقه وأصول وتفسير وتصوف وغيرها من العلوم.
ومن خلال ما انتشر عن شيخ الإسلام بوصفه من آخر أعلام المنهج السلفي أنه من أكثر الناس عداء للتصوف والصوفية على العموم، وأن ذلك ظاهر من خلال أنه قد شن الحرب عليهم وعرض بدعهم ورد عليها، إلا أن هذا التعميم قد يتعارض نوعا ما إلى ما جاء عن شيخ الإسلام من مواقف تجاه أئمة التصوف الأوائل، وتصنيفه في أصول التصوف كتبا كالتحفة العراقية، والاستقامة وغير ذلك من الرسائل الموجودة في مجموع الفتاوى.
ومن هنا كانت النقطة البحثية المراد معالجتها هو الرد على الأسئلة التالية:
ما هو موقف شيخ الإسلام من التصوف والصوفية من خلال تراثه؟ وما هو منهجهم في الحكم عليهم؟ وما السبب في سوء الفهم لكلام شيخ الإسلام والسبيل لتصحيح هذا الفهم؟
الدراسات السابقة التي تم الاطلاع عليها:
من الدراسات السابقة التي وقفت عليها ما يلي:
1- التصوف فى تراث ابن تيمية، للدكتور الطبلاوى محمود سعد: وفي هذه الرسالة قام الدكتور بعرض الموافقات بين عقيدة أوائل الصوفية وشيخ الإسلام، وبيان وحدة العقيدة والمنهج بينهما في أصول الإيمان خاصة، فيلجأ لأقوال شيخ الإسلام في المسائل في كتبه، ويذكر آراءهم من كتبه وكتبهم، وهي من الرسائل النافعة جدا.
2- ابن تيمية والتصوف، مؤلف للأستاذ الدكتور مصطفى حلمي، وهي تعرض موقف شيخ الإسلام من الصوفية عموما، ويفرق الشيخ بين أوائل الصوفية ومتأخريهم، ويعرض بعض قضايا التصوف.
3- موقف ابن تيمية من الصوفية، رسالة دكتوراة بجامعة الإمام محمد بن سعود، للدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي.
4- موقف ابن تيمية من التصوف والصوفية، رسالة ماجستير بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، الدكتور أحمد بن محمد بناني.
وهاتان الرسالتان الأخيرتان تتعرضان بتوسع لكتاب الأستاذ الدكتور مصطفى حلمي، إلا أنهما يغلب عليهما الطابع النقدي، والتعرض لأواخر الصوفية أكثر من الأوائل.
عرض موجز للدراسة ومشتملاتها
يشتمل البحث على الفصول التالية: تابع الموضوع على هذا الرابط : http://www.alukah.net/Sharia/0/40429