كيف نواجه التشيع

28-10-2020 1153 مشاهدة
 

 الالوكة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه:

 

أمَّا بعدُ:

فيقول الله – تبارك وتعالى -: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

 

في هذه الآية الكريمة بيانُ أنَّ المسلمين لا سبيلَ لهم للاجتماع والائتلاف إلا بالاستِمساك بحبْل الله المتين وصِراطه المستقيم الذي هو كِتاب الله العزيز وهدى نبيِّه الكريم – صلَّى الله عليه وسلَّم – ولذلك قال – تعالى -: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [آل عمران: 106].

 

قال ابن عباس – رضي الله عنهما – تبيضُّ وجوهُ أهل السُّنَّة والائتلاف وتسوَدُّ وجوهُ أهل البِدعة والتفرُّق.

 

والسُّنَّة هي: ما كان عليه النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – وخُلَفاؤه الراشدون.

 

قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – : ((أوصيكم بتقوى الله، والسَّمع والطاعة وإنْ كان عبدًا حبشيًّا؛ فإنَّه مَن يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين، عضُّوا عليها بالنواجذ وإيَّاكم ومُحدَثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة)).

 

خصائص أهل السنة والجماعة:

الانتسابُ الشريف إلى السُّنَّة ليس مجرَّد ادِّعاء، بل هو صِفاتٌ وخصائص تُميِّز أهل السُّنَّة من سائر فِرَقِ البِدَع والأهواء، وهو التمسُّك الحقيقي بما كان عليه السَّلَفُ الصالح من الاعتقادات والأعمال والأقوال.

 

فمن خَصائص الفرقة الناجية "أهل السُّنَّة والجماعة" أنهم يبدؤون بالشَّرع ثم يُخضِعون العقل له؛ عملاً بقول الله – عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1].

 

ومن خَصائصهم أنهم ليس لهم إمامٌ مُعظَّم يأخُذون كلامه كلَّه ويدعون ما خالَفه إلا رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمَّة، بل كلُّ أحدٍ من الناس يُؤخَذ من قوله ويُترَك، ولا عِصمة لفردٍ بعده – صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

وهم يتَّبِعون سبيلَ السابقين الأوَّلين؛ قال – تعالى -: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

ومن خَصائصهم عصمةُ الله – عزَّ وجلَّ – لهم عن تكفير بعضِهم بعضًا، وليس بينهم خِلافٌ يُوجِب التكفيرَ؛ فهم إذًا أهلُ الجماعة القائمون بالحقِّ، والله تعالى يحفَظُ الحقَّ وأهله فلا يقَعُون في تنابُذ وتناقُض، وليس فريق من فِرَقِ المخالفين إلا وفيهم تكفيرُ بعضِهم لبعضٍ، وتبرُّؤ بعضهم من بعض؛ كالخوارج والشيعة والقدريَّة.

 

ومن خَصائص أهل السُّنَّة والجماعة سَلامةُ قُلوبِهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – كما وصفهم الله به في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]، وطاعة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في قوله: ((لا تسبُّوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أنَّ أحدَكُم أنفَقَ مثل أُحُدٍ ذَهَبًا ما بلَغ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفه))، ويقبَلُون ما جاء به الكتاب والسُّنَّة والإجماع من فَضائلهم ومَنازلهم، ويقرُّون بما تواتَرَ به النقلُ عن عليِّ بن أبي طالب – رضِي الله عنه – من أنَّ خيرَ هذه الأمَّة بعدَ نبيِّها أبو بكر ثم عمر، ويُثلِّثون بعثمان، ويُربِّعون بعلي – رضِي الله عنهم – كما دلَّت الآثار.

 

ومن خَصائصهم أنهم يَأمُرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما تُوجِبه الشريعة ويرَوْن إقامةَ الحجِّ والجهاد والجُمَعِ والأعياد، ويُحافِظون على الجَماعات ولا يدعونها للأسباب الواهية، خِلافًا للشيعة والخوارج وغيرهم.

 

هذه بعض خَصائص أهل السُّنَّة والجماعة التي تميِّزُهم من أهل البِدَع والأهواء من أمثال الشيعة وأذنابهم في كلِّ عصرٍ ومصرٍ.

 

مَن هم الشيعة؟ وما أصلهم؟

الشيعة هم الامتِداد لتلك الفِرقة الضالَّة التي استجابت لأهواء عبدالله بن سَبَأٍ اليهودي الصنعاني الذي مارَس زمانًا في اليهوديَّة فُنونَ الإغراء والإضلال، فأراد أنْ يُحرِّف الإسلام كما حرَّف بولس اليهودي دِينَ المسيح، ولكنَّ الإسلام دينٌ محفوظ؛ ولذلك تميَّزت الشيعة بوُضوحٍ من أهل السُّنَّة والجماعة، اتَّخذ عبدالله بن سبأ وأذنابه اسم "علي بن أبي طالب" و"أهل البيت" و"العِترة النبويَّة" ستارًا لهم، ورسموا خُطَّتهم على أنْ يجعلوا من هذه الأسماء والألقاب الشريفة الحائط الذي يُقاتِلون من وَرائه الإسلام وأهله الأوَّلين، وما زال الشيعة يتمسَّحون بها إلى الآن وهيهات أنْ ينطَلِي هذا التمسُّح على أهْل البصيرة والعِرفان، فقد كان ابن سَبَأٍ ملعونًا على لسان عليِّ بن أبي طالب وطارَدَه وسيَّرَه في المدائن، وحرقَ بالنار مَن وصلتْ إليهم يدُه من دُعاته، وهذا هو المنتظَر من إمامٍ صالح رائد طالَما خطَب على مِنبَرِ الكوفة فقال على رؤوس الأشهاد: "خيرُ هذه الأمَّة بعدَ نبيِّها أبو بكرٍ ثم عمر"، رُوِيَ ذلك عنه من ثمانين وجهًا، ورواه البخاري وغيره.

 

هذا هو عليُّ بن أبي طالبٍ في صُورته الثابتة عنه بأوثَقِ ما ثبتت حَقائقُ الماضي، وهو غير الصورة الوهميَّة التي يُصوِّره بها الشيعة على أنَّه مُراءٍ جبانٌ يمدح إخوانًا من الصحابة تقيَّة ونفاقًا، ويُضمِر لهم البغضاءَ حسدًا وأنانية، وقد انتهَزُوا فرصةَ الوقائع التي قدَّرَها الله – عزَّ وجلَّ – بحِكمته – مثل واقعة الجمل – ونفَخ فيها المنافقون النِّيران.

 

وهذا الطِّراز الضالُّ المريب من شِيعة علي بن أبي طالب هو الذي تميَّز بعد ذلك وإلى اليوم بلقب (الشيعة)، وأمَّا أنصاره المخلصون من الصحابة الكرام فهم ضِمن اللقب الشريف "أهل السُّنَّة والجماعة".

 

عَداوة الشيعة لأهل بيت النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -:

والشِّيعة كاذبون في ادِّعاء محبَّة "أهل البيت" و"قرابة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم"، وأنَّ الصالحين من أهل البيت الذين تُبغِضهم الشيعة وتذمُّهم أكثر عددًا من الذين تتظاهَرُ بالتشيُّع الكاذب لهم، ومن دَلائل عَداوة الشِّيعة لأهل البيت إنكارهم نسبة بعض العِترة وأقرب قَرابة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – كرُقيَّة وأم كلثوم ابنتي رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – ولا يعدُّون بعضهم داخلاً في العِترة؛ كالعباس عمِّ رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وأولاده، بل يُبغِضون أكثرَ أولاد فاطمة – رضي الله عنهم – كزيد بن علي بن الحسن الذي كان عالِمًا كبيرًا تقيًّا، وكذا أولاده، ويُسمُّون الحسن بن علي – رضي الله عنهما -: "مُسوِّد وجوه المؤمنين"، وفسَّقوه وكفَّروه لَمَّا بايَع معاوية – رضِي الله عنه – أميرًا للمؤمنين، وكذلك يَسُبُّون أمَّهات المؤمنين السيِّدة عائشة والسيِّدة حَفصة، ويعتَقِدون أنَّ عائشة – رضِي الله عنها – ستُبعَث عند ظُهور الغائب المنتظَر، وتُعاقب وتثأر منها فاطمةُ… إلى غير ذلك من الأكاذيب.

 

عقيدة الشيعة في الأئمَّة:

وإذا أردت – أيها المسلم – أنْ تعرف شيئًا عن عَقائد الشيعة الفاسدة فإنهم يعتَقِدون أنَّ الأئمَّة والخلفاء بعد النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – مَذكُورون بأسمائهم، وهم من نسل عليِّ بن أبي طالب، وآخِرهم هو الإمام الثاني عشر اختفى وهو طفلٌ صغيرٌ في سرداب، ومع ذلك فهو الحاكم والإمام إلى يوم القيامة، وأيُّ إمام شيعي يتولَّى السُّلطة فهو نائبٌ عنه فقط، وأنَّ هؤلاء الأئمَّة معصومون من الخطأ، ولهم مقامات لا يبلغها الأنبياء ولا الملائكة، وأنَّهم لا يسهون، ولهم سَيْطَرةٌ على الكون كله.

 

يقول الخميني – وهو من الشيعة الاثني عشرية الذين يُضرَب بهم المثل في الاعتدال – في كتاب "الحكومة الإسلامية" صفحة (52): "فإنَّ للإمام مقامًا محمودًا ودرجةً سامية وخلافةً تكوينيَّة تخضَع لولايتها وسَيْطرتها جميعُ ذرَّات الكون".

 

فأيُّ شركٍ أعظم من هذا الشِّرك الوَقِح؟!

قال – تعالى -: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سبأ: 22].

 

ويقول الخميني: "إنَّ من ضَروريَّات مذهبنا أنَّ لأئمَّتنا مَقامًا لا يبلغه ملك مُقرَّب ولا نبيٌّ مُرسل".

 

ويقول في صفحة 91 عن الأئمة: "لا نتصوَّر فيهم السَّهو أو الغفلة".

 

فأيُّ مُفارقةٍ للكتاب والسُّنَّة أبعد من هذا الضلال؟!

قال – تعالى -: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [الحج: 75].

 

الشيعة يُكفِّرون صحابةَ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -:

ومن عقائدهم أنَّ هؤلاء الأئمَّة المذكورين بأسمائهم لم يتولَّوا الخلافة فعلاً سِوى عليِّ بن أبي طالب، والسبب أنَّ الصحابة غلَبُوهم على الحكم.

 

ولذلك فإنَّ الشيعة يُفسِّقون ويُكفِّرون أجلاَّءَ الصحابة والخلفاء الراشدين، وعلى رأسهم أبو بكرٍ الصِّدِّيق والفاروق عمر بن الخطاب.

 

يقول الخميني في كتابه "كشف الأسرار": "يُفهَم من الأمثلة التي قدَّمناها عن مخالفة الشَّيخين – يعني: أبا بكرٍ وعمر – أنهما خالَفا الأحكام القُرآنيَّة الصريحة علانيةً في وجود المسلمين، وهذه المخالفة لم تكنْ بالنسبة لهما أمرًا هامًّا أو غير عادي، وفي ذلك الوقت كان أمام المسلمين – يعني: الصحابة – خياران: إمَّا أنْ ينضمُّوا إلى حزبَيْهما ويشتركوا معهما في تحقيق هدفهما من أجل الحصُول على الحكم والسُّلطة ويتعاوَنُوا معهما لتحقيق ذلك، وإمًا أنْ يخرجوا على حزبَيْهما ولا يكونوا معهما… إلا أنَّهم لم يجرؤوا على الحديث ضدَّ هذين المنافقين المتسلِّطين الظالمين الذين ظلَمَا فاطمةَ الزهراء"[1].

 

ويقول الخميني: "نحن نعبُد إلهًا نؤمن به… أقامَ كلَّ شيء على العقل والحكمة، وليس الإله هو الذي يقيمُ عمارة عبادته وعدالته ودِينه، ثم يُحاوِل بعدَ ذلك أنْ يهدمها فيُرسِل هؤلاء الظَّلَمَةَ من أمثال يزيد ومُعاوية وعثمان ليتولَّوُا الإمارة والحكم"[2]؛ "كشف الأسرار صفحة: 107".

 

فانظُر إلى فُجورِ ووقاحةِ أكبرِ رمزٍ للشيعة المعاصرة في سبِّ مَن أثنَى الله عليهم ورضي عنهم: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29].

 

وقال – تعالى -: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفتح: 18].

 

وقال عن المهاجرين: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15].

 

وعن الأنصار: ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 16].

 

عقيدة الزعيم الشيعي في الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم -:

وبسبب هذه العقائد الفاسدة فإنَّ الشيعة يُقدِّمون عقولهم وأوهامهم على الدِّين كلِّه، حتى إنَّ الخمينيَّ – الذي يُوصَف بأنَّه معتدلٌ؛ وعلى أساس ذلك نجدُ مَن يرفع شعار لا شيعة ولا سنَّة – هذا الزعيم الشيعي في العصر الحديث يتَّهِمُ الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – بأنَّه لم يُبلِّغ ما كلَّفه الله به البَلاغ الكافي، ولو أنَّه بلَّغ بوُضوحٍ ما وقَعتِ الفتن للأمَّة والأئمَّة!

 

يقول الخميني في كتابه "كشف الأسرار/ صفحة 155":

"وواضح أنَّ النبي لو كان قد بلَّغ بأمر الإمامة طبقًا لما أمَر به الله وبذَل المساعي في هذا المجال، لما نشبت في البلدان الإسلاميَّة كلُّ هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت ثمَّة خِلافاتٌ في أصول الدِّين وفُروعه"[3].

 

الشيعة كذَّابون:

وهذه العقائد الفاسدة حمَلت الشِّيعة على اختِلاق الأحاديث لدعم باطلهم؛ فاخترعوا الأحاديثَ الكثيرة في فضائل عليِّ بن أبي طالب رغم أنَّه بمنزلته في غِنًى عن كذبهم؛ فهو رابعُ الخلفاء الراشدين، ومن السابقين الأوَّلين في نُصرة الدِّين، واخترعوا الأحاديثَ التي تنصُّ على أسماء الأئمَّة الاثني عشر.

 

وكذلك سلَك الشيعة في تفسير القُرآن مَسلَكًا يُثِير الغثيان، ويدلُّ على خلوِّ القُلوب من الإيمان، ففسَّروه بما لا يتَّفِق مع شرْع ولا لُغة ولا عقلٍ؛ ليمدَحُوا مَن تمسَّحوا بِحُبِّهم كذبًا، ويذمُّوا سائرَ أهل البيت من أمَّهات المؤمنين، ولا يتَّسِع المقام لذِكر الأمثلة.

 

ومن كذبهم أنَّهم ينسبون خُرافاتهم إلى شخصيَّات وهميَّة يَزعُمون أنهم كانوا أهلَ سنَّة، فاحذَرْ أيُّها المسلم.

 

ولذلك ردَّ أهل الحديث المرويَّات التي وردَتْ عن طريق الشيعة؛ لأنهم كذَّابون.

 

احذَرِ التقيَّة الشيعيَّة:

ومن مَبادِئ الشِّيعة ما يُسمُّونه بالتقيَّة؛ ومعناها: أنهم يستحلُّون الكَذِبَ على أهل السُّنَّة؛ فيُمكِن أنْ يتظاهَرُوا كذبًا بأنهم يُحِبُّون الصحابة كلَّهم، وأنهم لا يُفرِّقون بين الشِّيعة والسُّنَّة.

 

أخرج الحافظ ابن عساكر (4/165) أنَّ الحسن بن عليِّ بن أبي طالب – رضِي الله عنهما – قال لرجلٍ من الشيعة الرافضة: "والله لئنْ أمكننا الله منكم لنقطعنَّ أيديَكم وأرجُلكم، ثم لا نقبَلُ منكم توبة"، فقال له رجلٌ: لِمَ لا نقبل منهم توبة؟ قال: "نحن أعلم بهؤلاء منكم، إنَّ هؤلاء إنْ شاؤوا صدقوكم وإنْ شاؤوا كذبوكم وزعَمُوا أنَّ ذلك يستقيمُ لهم في التقيَّة".

 

وبهذا المسلك الخبيث انطَلَى أمرُ الخميني والثورة الإيرانيَّة على السُّذَّج والمُتَفَيْهِقين.

 

الشيعة يعتقدون تحريف القُرآن:

وبمبدأ التقيَّة يتستَّرون بعقيدة تحريف القُرآن، وأنَّ القُرآن الذي بأيدي المسلمين خِلاف القُرآن الذي نزَل من السماء، وما جمَعَه سوى الأئمَّة؛ ولذلك صرَّح الإمام ابن حزم بأنهم غيرُ مسلمين عندما ناظَرَه بعضُ النصارى بهذه العقيدة الشيعيَّة، وهذه العقيدة ثابتةٌ في كتاب "الكافي"؛ للكليني، وكتاب "فصل الخطاب"؛ لنوري طبرسي، وهي مرويَّات يعتبرها الشِّيعة متواترةً، وما خالَف فيها سِوى أربعة من أحْبارهم.

 

فرق الشيعة:

وممَّا ينبغي أنْ يُعلَم أنَّ الشِّيعة فِرَقٌ كثيرة جدًّا يُكفِّر بعضُهم بعضًا، وهذه من عَلامة أهل البدع؛ فمنهم من يعتقدُ ألوهيَّة عليِّ بن أبي طالب، ومنهم مَن يعتقدُ عصمتَه، وأنَّ الخلفاء غصَبُوا منه الخلافة، ومنهم الإماميَّة الاثنا عشرية الذين يَزعُمون الإمامة لاثني عشر إمامًا آخِرهم الطفل الغائب في غار سامرَّاء (محمد بن الحسن العسكري) يدخُل عليهم أحبارهم بهذا البُهتان ليَأكُلوا أموالَ الناس بالباطل والدَّجَل، فإنَّ التاريخ الصحيح يُثبِت أنَّ الحسن العسكري والد ذلك الطفل الموهوم مات عقيمًا ولم يُنجِبْ.

 

خلاصة المقال:

1- التمسُّك بالسُّنَّة النبويَّة الشريفة على منهج السلف الصالح هو سبيلُ اجتماع الأمَّة.

 

2- محاولة توحيد الأمَّة على أساس أيِّ فكرة خِلاف العقيدة محاولةٌ فاشلةٌ.

 

3- عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة هي الضَّمان الوحيد للفلاح في الدنيا والآخِرة؛ لأنَّها الإسلام الصحيح الخالص.

 

4- الانتساب إلى السُّنَّة ليس مجرَّد ادِّعاء، بل هو خَصائص تُميِّز أهل السُّنَّة من فِرَقِ البِدَعِ.

 

5- الشيعة من أكثر فِرَقِ الضَّلالة انحِرافًا وبُعدًا عن الإسلام، والشيعة هي الشيعة منذ ابتِداعها على يد عبدالله بن سَبَأٍ اليهودي حتى جددت الثورة الإيرانيَّة الخمينيَّة عصبيَّتها وروَّجت لها في العصر الحديث، وكلمات الخميني هي الشاهد على ذلك.

 

6- تقومُ الشيعة على أساس العصبيَّة لأشخاصٍ موهومين، وعلى أساس كراهية بعض أصحاب رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – الذين قام الإسلام على أكْتافهم، واخترَعُوا عداوةً كاذبة لا أصلَ لها بين عليِّ بن أبي طالب وإخوانه في الله، وافتروا على الفريقين حكاياتٍ في ذلك.

 

7- الكذب هو السِّمة والعَلامة البارزة في التشيُّع: كذبٌ في التاريخ، وكذبٌ في الحديث على رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وكذبٌ في تفسير كتاب الله – تعالى – وكذبٌ في ادِّعائهم محبَّةَ آلِ البيت، وهم أعداءُ آلِ البيت.

 

8- وأخيرًا فلتعلَمْ – أخي المسلم – أنَّ الشيعة يَدخُلون على مَن يريدون إضلالَه من باب "محبة أهل البيت"؛ بحيث إنَّ المسلم لا يجدُ في بداية كَلامهم ما يستغربه، وهؤلاء هم أهلُ الزَّيْغِ الذين قال الله – تعالى – فيهم: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ [آل عمران: 7]، والذي يَعصِمُك من ضَلالاتهم أنْ تعلم جيدًا عقيدةَ أهل السُّنَّة والجماعة وتردُّ على ما خالَفها، وأنْ ترجع في تفسير الآيات إلى تفاسير السَّلَفِ الصالح مثل ابن كثير، وأنْ تتأكَّد من نُصوص الأحاديث التي تُلقَى إليك، وتَرجِع في تمحيصها وشرحها إلى الشروح المعتمدة عند أهلِ السُّنَّة، وأنْ تردَّ الشبهات إلى أهل العلم ليُجِيبوا عليها، ومن أهمِّ الأمور كذلك أنْ تعلَمَ أنَّ هدي السلف هو نبْذ أهلِ البِدَع وهجرَهم وعدم مجالستهم أو الكلام إليهم، ولا سيَّما أهل التشيُّع الكذَبَة.

 

كتب مهمَّة:

وإذا أردت أن تستزيدَ علمًا بعقائد الشيعة وأباطيلهم فاقرَأْ ما تيسَّر من الكتب الآتية:

"الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام"؛ للشيخ نعماني.

"مختصر التحفة الاثني عشرية"؛ للعلامة الدهلوي – اختصار العلامة الألوسي.

"المنتقى من منهاج الاعتدال"؛ للحافظ الذهبي، وهو مختصر "منهاج السُّنَّة"؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة[4].

 

وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وآله وصحْبه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا.

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهدُ أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوبُ إليك.


[1] فأين علي بن أبي طالب – رضِي الله عنه – من هذا؟ هل خرَج عليهما أو حتى أخبر به، أو سكت؟ فيسَعُنا ما وسع عليًّا وسائر الصحابة – رضي الله عنهم.

[2] هذا تصريحٌ بكُفرِه بالإله الذي مكَّن لعُثمان من الخلافة ولمعاوية ويزيد.

[3] فكيف قال الله – تعالى -: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]؟ فقد ترَكَنا رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – على إسلامٍ رَضِيَه الله، لكنَّ الشِّيعة لا ترضاه!

وانظر كيف طعَن الشيعة في أمانة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – وقد عصَمَه الله – عزَّ وجلَّ؟

[4] ومن الكتب التي تفضَحُ معتقداتهم وتكشف عوارهم أمامَ أنفسهم، فلا يملكون أمامَها دفاعًا، بل تراهُم يحرصون على عدَم إقرائها لأتْباعهم حتى لا يبصروا الحقيقة ما يلي:

1- "الشيعة والقرآن"؛ لإحسان إلهي ظهير.

2- "الشيعة والسنة" له أيضًا.

3- "الشيعة وأهل البيت".

4- "الشيعة والتشيُّع".

5- "موسوعة الشيعة" وهي أربعة أجزاء؛ للدكتور علي السالوس.

6- "الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية"؛ لمحب الدين الخطيب – رحمه الله.

إلى غير ذلك من الكتب الكثيرة في هذه الموضوعات.

ومن جميل ما كُتِبَ أيضًا حول الشيعة مجموعة مقالات لكلٍّ من:

فضيلة الشيخ: محمد صفوت نور الدين – رحمه الله.

وفضيلة الشيخ: محمد صفوت الشوادفي – رحمه الله.

هي:
"وجه القاهرة الفاطمي" عدد صفر 1419- وعدد ربيع أول 1419.

"الصحابة أئمة الهدى" عدد رجب 1416.

"آل البيت" في افتتاحية مجلد 1421 هـ.

"عودة الشيعة"؛ للشيخ صفوت الشوادفي – رحمه الله – مجلد عام 1414 هـ.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/37686#ixzz2G81iM5nm

تعليقات المستخدمين

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يمكنك قراءة

  • 30 جمادى الآخرة 1442 هـ
    كونوا معَ الصّادقين

    كونوا معَ الصّادقين

  • 09 ربيع الثاني 1445 هـ
    يا الله لانملك إلا الدموع والدعاء

    يا الله لانملك إلا الدموع والدعاء

  • 01 ربيع الثاني 1444 هـ
    فائدة

    فائدة