ترجمة مختصرة للشيخ مختار بن العربي مؤمن الجزائري ثم الشنقيطي

28-10-2020 2124 مشاهدة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق الإنسان  وعلمه ،وكرم بالرسالة مقامه وأتمّه ،والصلاة والسلام على الهادي البشير والسراج المنير المبعوث رحمة للعالمين المنزل عليه (اقرأ ) وعلى آله وصحبه الذين  تعلموا الدين وكانوا به يعملون وسلم .

بطاقة تعريفية :

ابوسليمان المختار بن العربي بن أحمد بن اعمر بن عامر الحسني  ،  ومن الوالدة الكريمة التالية بنت بوزيان بن المختار بن المقدم بوعرفة ينتهي نسبنا إلى المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه  ،ولدت بعين السخونة ولاية سعيدة والمسماة جغرافيا بالشط الشرقي ،بالجزائر سنة 1384 هجرية والموافق لسنة 1964 ميلادي ،أنتسب إلى فرقة المخاطرية أي أحفاد سيدي احمد بن المختار ، لي من والدي الكريمين ستة إخوة ذكور وأختان ،استشهد منهم ثلاثة تقبلهم الله تعالى في عداد الشهداء .

حالتي الاجتماعية : متزوج  بالفاضلة الكريمة خيرة بنت سليمان بن عمر الحسني ،ولي منها ثلاث بنات  وولدان  وهم :حفصة ،وريحانة، وسليمان ، وأحمد ، وسلمى ، ولي بنت وهي  مريم وأخوالها الشناقطة، من بني جاكان وهم أهل علم وفضل .

الحياة العلمية : درست في صغري في الكتَََّاب كعادة أبناء القرى والمداشر، فحفظت أجزاء من القرآن ،ولم يحالفني في صغري الحظّ في  حفظ كتاب الله وتابعت الدراسة في المدارس الحكومية إلى السنة الأولى ثانوي، لكن النوازع والرغبة الملحة من الداخل كانت تنادي أن هذا ليس مسلكك ، فتركت الدراسة النظامية ،وشددت الرحال إلى مدينة أدرار حيث كان للشيخ محمد بن الكبير رحمه الله تعالى زاوية عامرة بالقرآن والعلم ،ولازالت لكن بعد غيابه ليست كما كانت ،وكان مما كتبه الشيخ في لوحي وكان من عادته أن يكتب بداية اللوح الأول قوله تعالى : « إنا فتحنا لك فتحا عظيما » وقد وجدت بذلك الافتتاح سرورا عظيما، وسأذكر إن شاء الله ترجمة مشايخي في كتاب خاص ، لم أمكث طويلا بها، فرحلت إلى تلمسان وحططت الرحال عند شيخنا الشيخ مصباح العياشي رحمه الله تعالى  وهو من أصل مغربي ،بقرية القعافرة بالكاف المعقودة ،التابعة آنذاك لبلدية عين النحالة .

 أتممت عنده حفظ القرآن في فترة وجيزة بفضل الله وحده برواية ورش عن نافع ،وكان يكرمني ويقدمني على غيري من الطلبة فجزاه الله خيرا ،ثم  انتقلت بعد ذلك إلى مستغانم فأعدت الختمة الثانية مع حضور دروس عند شيخنا العلامة الشيخ الجيلالي بلمهدي ولم أمكث إلا بضعة أشهر ،عدت بعدها إلى شيخنا العياشي رحمه الله تعالى فأرسلني إلى بلدية الوادي الأخضر والمعروف بالشولي ولاية تلمسان ،فكلفت بالإمامة والخطابة هناك لمدة سنة تقريبا ،بعدها أديت الخدمة العسكرية الإجبارية ،ولما أنهيتها التحقت بمدرسة الأمير عبد القادر والتي أسسها شيخي وصهري  العلامة الشهيد الشيخ سليمان بن عمر ميلودي رحمه الله تعالى ،فدرست عنده سنة قرأت فيها   مع الحفظ جوهرة التوحيد، والرحبية في الفرائض ،وربع الألفية مع الشرح ، والبلاغة الواضحة ،وأبوابا من مختصر خليل ،وأكملنا أسهل المسالك في الفقه المالكي ، والبيقونية ،وهدية الألباب في جواهر اآداب  للشيخ حسين أفندي الجسر ،وقصيدة الألبيري في الحث على الطلب ، وكان يعطينا دروسا في أحكام التجويد العملي ، كما درسنا متن الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع ، إلى جانب دروس أخرى في العلوم الاجتماعية ،وكانت  على قصر مدتها مباركة بحمدالله تعالى ،ثم شددت الرحال إلى بلاد شنقيط (موريتانيا )،فسجلت في معهد العلوم الإسلامية والعربية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ،أدرس في الصباح في المعهد ،وفي المساء عند شيخنا العلامة محمد محفوظ بن المختار فال الشنقيطي حفظه الله تعالى وعافاه  ،قرأنا في المعهد جزء المعاملات من عمدة الأحكام مع شرحه تيسير العلام ،ورسالة ابن أبي زيد القيرواني ، وألفية ابن مالك مع شرح ابن عقيل ، وفي العقيدة كتبا منها الواسطية وشرحها ،والحموية ، والفرائض ،ومصطلح الحديث وأصول الفقه،والبلاغة ،وعلم العروض  والقوافي ،وغيرها من العلوم النافعة ولله الحمد ،مكثت بالمعهد حتى تخرجت منه بدرجة ممتاز ،وكنت الأوّل بفضل الله في جميع السنوات التي درستها هناك .

عزفت نفسي عن الدراسة النظامية مجدّدا بالرغم من انها كانت شرعية ولغوية   وذلك لما وجدته من لذة في الدراسة عند المشايخ الكرام ،فانقطعت عن الدراسة في المعهد بعد نيل الشهادة الثانوية ،ورُشِّحت للدراسة في الجامعة الإسلامية لكن جاء الاعتذار بسبب كبر السن، إذ كان عندي آنذاك تسع وعشرون سنة، فاستخرت الله في ملازمة شيخنا العلامة  محمد بن محفوظ فرأيت فيما يرى النائم كأننّي في صحراء وإلى جنبي شجرة وبينما أنا جالس على تلك الحال مرّ بي الشيخ فانتقلت من العراء إلى ظل الشجرة ،فاستشرته في البقاء عنده فألحقني بأهله ،وكنت الوحيد من الطلبة الذين أدخلهم بيته آنذاك ولازمته ،فكان نعم الوالد والمربّي ،وقد  درست عليه فيها :

ألفية في أصول الفقه مع حفظها ألا وهي : مراقي السعود لسيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم ومطلعها :

الحمد لله الذي أفاضا     من الجدى الذي دهورا غاضا

وكان شرحها المسمى نشر البنود صعبا ،فقررت حفظ السلم المنورق للأخضري ودرّسني إيّاه ، فبدأت تتضح معالم الشرح على أّنني أنبه  الطلبة على شيء مهم وهو أن نشر البنود  فيه سقط كثير وأسلوبه صعب غير ميسور ، وألطف منه شرح شيخ مشايخنا العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي  صاحب أضواء البيان والموسوم بـ:نثر الورود على مراقي السعود  تكملة محمد ولد سيدي ولد  حبيب ،وللمتن شروح أخر معروفة منها شرح العلامة يحي الولاتي والموسم بفتح الودود شرح مراقي السعود ،ومراقي الصعود إلى مراقي السعود لمحمد الأمين بن أحمد  زيدان ،وقد شرحه شيخنا محمد محفوظ لكن لازال بياضا على صك  نسأل تيسير طبعه  ،وإتقانه لأصول الفقه  ، ثم درست عليه ثلث ألفية الحديث للسيوطي وأكملتها بعد ذلك في الدوحة ، كما درست عليه في أول الطلب عنده :البيقونية ،ونظم الورقات للشيخ محمد بن الشيخ سيد المختار الكنتي ،ودرست عليه جزءا من فتح الباري  شرح صحيح البخاري  ،  وبعض التفسير ، كما عرضت عليه موطأة ابن المرحل والتي نظم فيها فصيح ثعلب واستفدت منه كثيرا، وأجازني إجازة عامة في شتى العلوم ،وأذن لي في التدريس إذنا عاما وإن كنت ليس أهلا لذلك  ، وأجازني في قراءة نافع بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة جل جلاله .

وإجازة في رواية حفص عن عاصم ،كما أجازني في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود،  وعرضت عليه كتابي الموسوم بـ :العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر “وقرظه بما هو مزبور في المقدمة .

وقرأت على شيخنا العلامة اللغوي الفقيه الحافظ زينة الدنيا  محمد سالم ولد عبد الودود (عدود ) رحمه الله تعالى  عضو مجامع اللغة العربية ،والمجامع الفقهية ، الربع الثالث من ألفية ابن مالك مع الاحمرار  ، وبعضا من متن الرامزة في العروض للخزرجي وحضرت عنده دروسا  في شرح الكوكب الساطع وغيرها من العلوم التي كان يدرسها ، وللشيخ نظم لمتن الشيخ خليل يمتاز بالسلاسة وحسن الانتظام ، سهل الله طبعه  ، له مقدمة في العقيدة السليمة على نسج السلف صححت بعضا منها عليه .

كما قرأت على شيخ محظرة اللغة العربية محمد سالم ولد التاه ولد يحظيه ، معلقة امرئ القيس ،ولامية الشنفرى،وقرأت على الشيخ حمدان ولد التاه بعض اختصاره للموافقات، وكنت أنسخ له التلخيص ، ومن المشايخ الشنقاطة الذين أخذت عنهم :الشيخ الصالح والولي الناصح الشيخ إبراهيم ولد الشيخ سيدي حيث درّسنا في المعهد ،ودرست عليه قصيدته التي نظمها في العقيدة وأجازني بخطه في روايتها عنه ،وقرأت عليه الزنبورية والمعروفة قصتها بين الكسائي وسيبويه .

ودرست على الشيخ محمد ولد مزيد وكان فرضيا ،والحسن ولد الخطري وله سحر وبيان وبلاغة وحافظة قوية ،وأحمد ولد الطالب رحمه الله تعالى وعنده جرأة وشجاعة ، وغيرهم .

وقرأت على الشيخ العلامة المقرئ أبوعبدالله عيسى بن أحمد عيسى متن الدرر اللوامع ، والجزرية ، ورواية الدوري عن أبي عمرو ولازلنا نستفيد من مشايخنا ، وأجازني في رواية حفص .

وممن درسنا عنه في المعهد ألفية ابن مالك الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ الحافظ الحكمي صاحب معارج القبول ،وكان له أسلوب رائع في التدريس قلما رأيت مثله في توصيل المادة للطلاب ،والشيخ الصالح والأخ المخلص راشد بن عبد الله الصليح نزيل الدلم محافظة الخرج،ودرّسنا العقيدة وله طريقة سهلة في التفهيم أثابه الله تعالى.

وفي سنة 1416 قصدت بيت الله الحرام لأداء العمرة في رمضان ومكثت بها إلى غاية ربيع الثاني وقد أكرمني الله فيها بدراسة كتاب الحج من صحيح البخاري على شيخنا العلامة محمد عبدالله ولد الشيخ محمد الشنقيطي وهو ابن عم شيخنا محمد محفوظ ،وهو الآن مدير القسم العالي بدار الحديث الخيرية بمكّة حرسها الله تعالى ،ومنها سافرت إلى قطر وأجري لنا امتحان بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فعينت إماما وخطيبا ،ولازلت إلى غاية كتابة هذه السطور ،ثم اشتغلت موازاة مع ذلك بالوعظ والإرشاد بإدارة الدعوة ،ثم فرغت إلى التدريس ببرنامج التفقه في الدين وهو برنامج تقوم عليه  الشعبة العلمية تحت إشراف إدارة الدعوة بدولة قطر ،ومند وصولي إلى قطر لازمت درس شيخنا الواعظ  البَكَّاء من خشية الله تعالى في زمن قسوة القلوب ،وكثرة الذنوب ،المحدث الناصح الذي لاتأخده في الله لومة لائم ،الشيخ أبوحمزة عبد الرحيم بن أحمد الطحان الحلبي  وفقه الله ونفع به ،فدرسنا عنده أبوابا كثيرة  من الصحيح الجامع للترمدي،والشيخ له باع طويل في الحديث إلا أنه يستطرد كثيرا  فقد يمكث في الباب الواحد أشهرا لاينهيه .

وقد توقف عن دروس لأسباب لانعرفها .

وقرأت على شيخنا العلامة القاريء الشيخ عبد الرشيد صوفي ربع الشاطبية ولم أتمها عليه ،

كما درست عند الشيخ العلامة الفقيه والاقتصادي الخبير بمجمع الرابطة وغيرها الشيخ علي بن أحمد السالوس دورة في القضايا الفقهية المالية المعاصرة ،

ودرست على الشيخ الفقيه عبدالرحمن خليهنه الشنقيطي نصف المختصر ،

وعلى  شيخنا العلامة محمد حامد الشنقيطي المنهج للزقاق ،وأبواب من تحفة الحكام وغير ذلك من العلوم الشرعية .نسأل الله لنا ولمشايخنا ولمن نحب حسن الختام .

المؤلفات المطبوعة :

العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر وكان له بفضل الله وحده الانتشار الواسع وفرح به طلبة العلم في المشرق والمغرب  ،ويبقى جهدا موكولا للخطإ والتقصير .

والتحفة السخونية في شرح البيقونية

وتعليق على المختصر الجامع في شرح جمع الجوامع

توشيح حلية طالب العلم

صالونات التجميل بين التحريم والتحليل

اتحاف الأمين ببعض أخبار السجن وأحكام السجين

المقناص : آداب الرحلات وأحكام الصيد

الصدق منجاة

اعتزاز المسلم بدينه

وتحت الطبع نسأل الله التوفيق :

المناهل الزلالة في شرح وأدلة مسائل الرسالة

وهناك رسائل بموقعي وموقع الألوكة تحت اسم :         أبو سليمان المختار بن العربي مؤمن .

ملاحظة : من العنت الكبير والمشقة البالغة أن يترجم أحد لنفسه ،ولكن رغبة لبعض الإخوة الأفاضل وإلحاحهم فقد  دعوني  لكتابة هذه النبذة وقديما قيل : أن تسمع بالمعيديّ خيرا من أن تره .

تعليقات المستخدمين

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يمكنك قراءة

  • 10 ربيع الأول 1442 هـ
    صلاة المرأة في المسجد ووضع الحواجز بين الرجال والنساء

    صلاة المرأة في المسجد ووضع الحواجز بين الرجال والنساء

  • 11 ربيع الأول 1442 هـ
    من حكم الحكيم لقمان

    من حكم الحكيم لقمان

  • 11 ربيع الأول 1442 هـ
    جسر التعب لاينال العلم براحة الجسم

    جسر التعب لاينال العلم براحة الجسم