القصيدة الراءية في التجويد
28-10-2020 1468 مشاهدة
ذكر قصيدة أبي الحسين الملطي التي عارض بها القصيدة الخاقانية في التجويد
أقولُ لأهلِ اللُّبِّ والفضلِ والحِجْرِ
![]()
مقالَ مُريدٍ للثَّوابِ وللأجْرِ
![]()
وأَسألُ ربي عَونَهُ وعَطاءَهُ
![]()
وصَرْفَ دواعي العُجْبِ عَنِّىَ والكِبْرِ
![]()
وأَدْعُوهُ خَوفاً راغِباً بِتَذَلُّلٍ
![]()
لِيَغْفِرَ لَيْ ما كانَ مِنْ سَيّئِ الذِّكْرِ
![]()
وأَسأَلُهُ عَوناً كما هُو أَهْلُهُ
![]()
أَعُوذُ بهِ مِنْ آَفةِ القولِ والفَخْرِ
![]()
إِلَهي بِذاكَ العِزِّ والجُودِ والبَها
![]()
أَجِرْني من الآفاتِ والقُبْحِ والشَّرِّ
![]()
وأَطْلِقْ لِساني بالصَّوابِ فإِنَّهُ
![]()
كَلِيلٌ ، فإِنْ أَطْلَقْتَهُ فُزْتُ بالغَفْرِ
![]()
وهَبْ ليْ خُشُوعاً في التَّمَنِّي وخَشيَةً
![]()
ونُطْقاً فَصِيحاً بالتَّواضُعِ والفِكْرِ
![]()
فإِنَّ الذي يتلو الكتابَ يُقِيمُهُ
![]()
على لَحْنِهِ يَحْظى بفائدةِ الأَجْرِ
![]()
فيا قَارئَ القرآنِ فاطْلُبْ ثَوابَهُ
![]()
وكُنْ طائِعاً للهِ في السِّرِّ والجَهْرِ
![]()
وإِيَّاكَ أَنْ تَبْغِي بِهِ غَيْرَ أَجْرِهِ
![]()
وأَحْكِمْ أَدَاهُ ، واجْتَهِدْ تَحْظَ بالقَدْرِ
![]()
عليكَ بِقَصْدِ المُقْرئيْنَ أُوليْ النُّهَى
![]()
فَخُذْ عنهمُ لَفْظاً يَزِيْنُكَ إِذْ تَدْري
![]()
وكُنْ طالِباً تَبْغِي إِقامَةَ سُنَّةٍ
![]()
فَقُلِّدْتَها عنْ سادةٍ مِنْ ذَوي السِّتْرِ
![]()
وأَقْرانِها عَنْ سَبعةٍ ذِي فَصاحةٍ
![]()
ولُبٍّ ودِيْنٍ ، ذلكَ الصادقُ المُقْرِيْ
![]()
وإِيَّاكَ والتقليدَ مَنْ لَيس يَتَّقِيْ
![]()
ولا عِنْدَهُ خُبْرٌ مِن النَّصْبِ والجَرِّ
![]()
لأَنَّ الذي لا يَعْرِفُ اللَّحْنَ أَشْكَلَتْ
![]()
عليهِ حُرُوفٌ في التِّلاوةِ بِالنُّكْرِ
![]()
فَدَعْهُ وكُنْ ما شِئْتَ تَبْغِي زِيادَةً
![]()
ولو نِلْتَ ما نالَ الفَصيحُ من اليُسْرِ
![]()
فَذُو الحِلْمِ لا يَنْفَكُّ عَنْ حَزْمِ رَأْيِهِ
![]()
وذو الجهلِ لا يَنْفَكُّ مِنْ شِدَّةِ الغِرِّ
![]()
وفي حَرْفِ عبدِاللهِ إِنْ شِئْتَ قُدْوَةٌ
![]()
ونافعُ مُقْراهُ يُزِيلُ أَذَى الصَّدْرِ
![]()
فهذانِ مِنْ أَهلِ الحِجازِ كِلاهُما
![]()
وبَعدَهُما البَصْرِيُّ ذاك أَبُو عَمرِو
![]()
وشيخُ النُّهى والعِلْمِ والحِجْرِ والتُّقَى
![]()
وذُو خِبْرَةٍ بالنَّحْوِ واللَّفظِ والشِّعْرِ
![]()
ومِنْ بَعدهِ الشاميُّ ذاك ابنُ عامرٍ
![]()
وبالكوفةِ القُرَّاءُ منهمْ أَبو بَكْرِ
![]()
ومِنْ بَعدِه الزيَّاتُ حَمزةُ ذو التُّقى
![]()
وأَيضاً عليٌّ بَعْدَهُ مِنْ ذَوي البِرِّ
![]()
فهُمْ سَبعةٌ كانوا المصابيحَ رَتَّلُوا
![]()
تِلاوتَهُمْ بالحِذْقِ فيها وفي الحَدْرِ
![]()
وما هَذْرَمُوها بَلْ نَوَوا عَنْ فَسادِها
![]()
وما مَطَّطُوها يا أَخيْ فُزْتَ بالبِكْرِ
![]()
وكُنْ إِنْ تَلوتَ الذِّكْرَ غَيْرَ مُهَذْرِمٍ
![]()
فَجَوِّدْ عَلى رِسْلٍ بِلا سَرَفِ العُذْرِ
![]()
وأَتْقِنْ كتابَ اللهِ واعْرِفْ بَيانَهُ
![]()
لِتَرْكَبَ نَهْجَ الصَّادِقينَ ذَوي الحِجْرِ
![]()
وكنْ حاذقاً ذا فِطنةٍ وتدبرٍ
![]()
لِتحذرَ لَحْفاً في الخفاءِ وفي السرِّ
![]()
وكنْ عارفاً للدرسِ في كل حالةٍ
![]()
ليُصرَفَ عند الله جائحةُ الوِزْرِ
![]()
وما لكَ إِن لم تَعرفِ اللحنَ حُجةٌ
![]()
وما لكَ إِن لم تعرفِ اللحنَ مِنْ عُذْرِ
![]()
وحُكمُكَ أَنْ تقرأْ بِوزنٍ وخِبْرةٍ
![]()
ورِقَّةِ ألفاظٍ ودَرْسٍ على قَدْرِ
![]()
وإِنْ أنتَ أَقرأَتَ أمرءاً بِتحقُّقٍ
![]()
فلا تَزِدَنْهُ إِنْ أَخَذْتَ على عَشْرِ
![]()
وعَرِّفْهُ ما يأَتيهِ حتى يُقِيمَهُ
![]()
على حَدِّهِ باللفظِ منكَ وبالصَّبْرِ
![]()
ولا تَضْجَرَنْ كيما تَحوزَ مَثُوبَةً
![]()
من اللهِ في يومِ التغابُنِ والحشرِ
![]()
وحَذِّرْهُ مِنْ جَورِ القراءةِ عامداً
![]()
وبَيِّنْ لهُ الإدغامَ والجَزْمَ في الأَمْرِ
![]()
وعَرِّفْهُ نَصْباً بعدَ رَفْعٍ تُبينُهُ
![]()
وخَفْضاً أَبِنْهُ بالإِشارةِ للكَسْرِ
![]()
ولا تَشْدُدِ النُّونَ التي يُظهِرونَها
![]()
إذا ما عَدَتْ شَيئاً من الأَحْرُفِ الزُّهْرِ
![]()
هي العيْنُ والغَيْنُ اللتانِ كلاهُما
![]()
تَبِينانِ عندَ النونِ في كلِّ ما تَجْري
![]()
وبَعدَهُما حاءٌ وخاءٌ وهَمزةٌ
![]()
فتَبْيينُها لديهُنَّ واسْتَجِرْ
![]()
ولا تُظْهِرَنْها عندَ غَيْرِ حُرُوفِها
![]()
وعَوِّضْ بإِدْغامٍ لَدَى سِتَّةٍ غَيْرِ
![]()
بِراءٍ ولامٍ ثُمَّ ميمٍ وبعدَها
![]()
ثلاثٌ وهُنَّ : الواوُ والياءُ في الإِثْرِ
![]()
ونُونٌ وَتُخْفَى عندَ خَمسٍ وعَشْرَةٍ
![]()
إذا ما أتى في المُحْكماتِ لذي الذِّكرِ
![]()
فهذا بيانٌ واضحٌ إِنْ عَرَفتهُ
![]()
فَخُذهُ بفهمِ الحاضرينَ لهُ وادْرِ
![]()
ومَيِّزْ لدَى التَّمْكينِ في كلِّ موضعٍ
![]()
وقاربْ إذا ما جِئْتَ بالمدِّ والقَصْرِ
![]()
ومَدُّكَ فاعلَمْ في ثلاثةِ أَحْرُفٍ
![]()
وهُنَّ حُروفُ اللِّيْنِ عندَ ذَوي الخُبْرِ
![]()
فواحدةٌ معروفةٌ بِسُكونِها
![]()
وياءٌ وواوٌ يَسْكُنانِ على يُسْرِ
![]()
ونَبْرُكَ لا تَتْرُكْ بِسَدِّ خُروجِهِ
![]()
ولا تَكُ ذا جَورٍ إذا جئتَ بالنَّبْرِ
![]()
ومَكِّنْ إذا حرفٌ أتاكَ مُضاعَفٌ
![]()
وأَنْعِمْ بيانَ العينِ والهاءِ كالدُّرِّ
![]()
وإِمَّا أَتتْ راءٌ ولامٌ رَقيقةٌ
![]()
فخَلِّصْهما ، والنُّطقُ يأتي على خبري
![]()
عليكَ لإِتْمامِ الكلامِ مُوَافِقاً
![]()
فلا تَدَعَنْها ما حَيِيتَ من العُمْرِ
![]()
وإِنْ جِئتَ قبلَ الواوِ بالضمِّ فاجْرِهِ
![]()
عَلى واضحِ التِّبيانِ في الدَّرْجِ والمَرِّ
![]()
وإنْ جاءَ حرفُ اللِّيْنِ مِنْ قَبْلِ مُدْغَمٍ
![]()
فبالمدِّ والتمكينِ يُنْثَى مع الدَّهْرِ
![]()
وإنْ جاءَ حرفُ الوصلِ فاسْمع بنطقهِ
![]()
وسَكِّنْ ذَوي التَّسكينِ غَرِّد زفر
![]()
ولا تُدْغِماً مِيماً إذا كانَ بعدَها
![]()
سِواها ، وكُنْ في ذاكَ مُعتَدِلَ الأَمْرِ
![]()
وخُذْ بوصَاتِي أَيُّهَا المرءُ تَنْتَفِعْ
![]()
فقد بُحْتُ بالمكنونِ والعُرفِ مِنْ سِرِّ
![]()
تدبر مقالاً فيه علمٌ وحكمةٌ
![]()
وتلقيح أذهان أبحتك من بر
![]()
فلا تَدَعَنْهُ رَغْبةً وتَهَاوناً
![]()
ولا تكُ تَأتي بالخِلافِ على أَمْرِ
![]()
فقدْ وَجَبَتْ لِيْ في ذِمَامِكَ حَاجةٌ
![]()
وتَعْصِي إذا قَصَّرْتَ عنها وعنْ شُكْرِ
![]()
ونَظْمي لهَا خَمسونَ بيتاً وتسعةٌ
![]()
قَريضاً فَخَيِّرْ مَنْ يُعَظِّمْهُ واسْتَشْرِ
![]()
ولا تُخْلِيَنِّي مِنْ دُعائِكَ ، إِنَّنِي
![]()
لكَ اللهَ دَاعٍ بالسَّلامةِ والنَّصْرِ
![]() |
موقع الألوكة
[1] هو أبو عمرو الداني ، المقرئ الشهير المتوفى سنة 444هـ ، قاله في خاتمة كتابه شرح القصيدة الخاقانية
تعليقات المستخدمين
Subscribe
Login
0 تعليقات