كيف أستطيع الابتعاد عن الموسيقى والأغاني ؟
28-11-2020 1079 مشاهدةقال تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله ).
نص الفتوى
أريد أن ابتعد عن الأغاني لكنّني لا أستطيع الاستغناء عنها فكيف ذلك؟.
الجواب : أما قولك لاأستطيع الاستغناء عنها فهو أمر في غير محله فقد تركت ماهو أهم منه وهو رضاعك من أمك وفطمت نفسك عليه وصار الأمر عاديا فكيف بغيره ، ولكن هذا من تثبيط الشيطان فهو لايريد أن تنفطمي عن المعاصي وتعينه في ذلك نفس أمارة بالسوء ويرحم الله البوصيري عندما قال :
والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ على **** حبّ الرّضـــــاع وإن تفـطمه ينفطــم
وجاهد النّفس والشّيطان واعصهـــما **** وإن هما محـــضاك النـــّصح فاتــهــم
فاصرف هواها وحاذر أن تولــــــــــيه **** إن الهـــــــوى ما تولى يُصْمِ أو يَصِــمِ
وراعها وهي في الأعمال سائـــــــمة **** وإن هي استحلت المرعى فلا تســم
كم حســـــــــــــنت لذّة للمرء قاتلة **** من حيث لم يدر أن السم في الدسم
لابدّ لك من مجاهدة النّفس وعصيانها ، والابتعاد عن هواها ، والاستعانة بالمعين سبحانه.
فاستبدلي حبّ الأغاني بحب القرءان رغبة فيما عند الله ، وتذكري أنّ من عاش على شيء مات عليه، فإن مات ملبياً بعث يوم القيامة ملبياً، ومن عاش محبّا للأغاني مات عليها نسال الله العافية ، وسماع الأغاني المحرمة والموسيقى ولا يستمع إلى الغناء ويحب أهله إلا الفساق، كما قال مالك - رحمة الله عليه -: " إنما يفعله عندنا الفساق ".
وإليك هذه الخطوات لعلها تعينك على سبيل الحق ، ومن سار عليه وصل :
التوجه إلى الله بصدق، فإنه سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .
- التخلص من أشرطة الغناء، واستبدالها بأشرطة قرآن ومحاضرات نافعة.
- الابتعاد عن رفيقات الغفلة، والبحث عن صديقات صالحات.
- الاجتهاد في حفظ القرآن، والمواظبة على الأذكار، وهذا استبدال لمزمار الشيطان بكلام الرحمن، وبالتّلاوة والذّكر ينفر ويبتعد الشّيطان الذي يوسوس بالشّرور.
- تجنب الوحدة، وشغل النفس بالمفيد، وإذا لم نشغل أنفسنا بالخير شغلتنا بالباطل.
- تذكر هادم اللّذات، والمسلم إذا تذكر الموت اجتهد في الطاعات وخاف الفوت.
- الصّدق والإخلاص في التوبة من الأغاني وسائر المعاصي، وتجنب توبة الكذابين، وهي أن يتوب الإنسان بلسانه وقلبه محب للمعاصي، ويشتاق لأيامها وذكرياتها.
- معرفة مخالفة كلمات الأغاني للشريعة، والغناء في هذا الزمان أكثره دعوة للعهر والفحشاء والمنكر، بل وفيه كلمات شركية ومخالفات شرعية كبرى، والعياذ بالله.
- عدم اليأس من التوبة، واعلمي أن رحمة الله واسعة، وهو سبحانه : ] وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [ [طه:82]. فجدّدي توبتك، وأكثري من الاستغفار؛ حتى يندحر الشّيطان.
- لا تحزني كثيراً إذا رددت كلمات من الأغاني من دون قصد، واحرصي على الاستغفار؛ لأن الشيطان لا يترك من يتوب ويرجع إلى الله، ويجتهد في أن يذكره بماضيه، ولكنه سوف يذهب إذا علم أنك تندمين على ما سلف منك، وتستغفري الغفور سبحانه، واعلمي أنك سوف تنسين كلمات الأغاني إذا حفظت القرآن، فكوني إيجابية، واجتهدي في الخيرات، وسوف ينسيك حفظ القرآن الأغاني، وينمي فيك عناصر الخير، وصفات أهل القرآن. ونسأل الله لنا ولك السّداد والثّبات، والله الموفق.