هل صفة التسبيح التي نعقدها بأنامل اليدين كلتيهما خاطئة وليس عليها دليل؟ أم أنها سنة ؟ .
08-05-2022814 مشاهدة
#سلسلة_نور_ الحق_ (المسألة الثالثة ): صفة التسبيح التي نعقدها بعقد الأنامل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله شيخنا وشكر سعيكم وبارك في جهودكم
هل صفة التسبيح التي نعقدها بعقد الأنامل خاطئة وليس عليها دليل؟.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته / آمين ، صفة التسبيح تكون باليدين وتكون بغيرهما ، وتكون بالعقد وتكون بغيره ، فقد روى أبو داود (1501)، والترمذي (3583)، وأحمد 6/ 370 من حديث يُسيرة -وهي صحابية- « أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم – أمرهنّ أن يراعين بالتّكبير والتّقديس والتّهليل وأن يعقدن بالأنامل، فإنهنّ مسؤولات مستنطقات » وهذا لفظ أبي داود-وصححه الألباني في “صحيح سنن أبي داود” (1345).
قال العلماء : والمقصود بالعقد العدّ، وأما كيفية ذلك فلم نقف على دليل صحيح يبيّن ذلك ومن عدّ بوضع طرف الإبهام على أنامل الأصابع الأخرى فقد عدّ بالأنامل، ومن وضع أطراف الأنامل على الكف فقد عد أيضا بها.
ففي ” الموسوعة الفقهية ” ( 21 / 258 ) : قال ابن علان رحمه الله: يحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل أو بجملة الأصابع.
قال: والعقد بالمفاصل أن يضع إبهامه في كلّ ذكر على مفصل، والعقد بالأصابع أن يعقدها ثم يفتحها؛ وفي شرح المشكاة : العقد هنا بما يتعارفه الناس. فالأمر في ذلك واسع” .
ومعنى حديث ( يعقدها بيده ) وقد ذكر الشيخ بكر أبوزيد في رسالته لاجديد في الصلاة أن الاقتصار على التسبيح باليد اليمنى شاذ ( لفظ بيمينه) ، إلا ان العقد هنا محتمل لأمور ثلاثة :
أ- العقد – العدّ – بأصابع اليد كاملة بقبضها وفتحها ، ومن يقول هذا يجعل ( الأنامل ) في الحديث الآخر بمعنى الأصابع .
ب- العقْد بالأنامل ، وقد جاء النص به في الحديث سابق الذِّكر ، وقد اختلف العلماء في معناه : فذهب بعضهم إلى أنّها بمعنى الأصابع – كما سبق قريباً – ، وقال آخرون بظاهره ، وأنّ العدّ يكون بأنامل اليد ، وفي كل أصبع أنملة واحدة .
ج- العقد بعُقَد الأصابع .
وهذه المعاني الثلاثة قيلت في معنى الحديث : قال ” شمس الحق العظيم آبادي – رحمه الله – :
( يعقدها بيده ) أي : بأصابعها ، أو بأناملها ، أو بعُقَدِها .
والذي يظهر أن معنى ” الأنامل ” في الحديث هو الأصابع ، وهو من إطلاق الجزء وإرادة الكل ، ويبعُد أن يكون التسبيح بالأنامل وحدها ؛ لأنه سيصعِّب على المسبِّح العدَّ ؛ حيث في كل أصبع أنملة واحدة ، وهي الجزء في الأصبع الذي يكون في ظهرها الظفر ، وقد فسَّر بعضهم الأنامل بالمفاصل التي تكون في الأصبع الواحدة – ثلاثة مفاصل في كل أصبع إلا الإبهام ففيه مفصلان – وهو تفسير بعيد لا تساعد عليه لغة ولا شرع ولا عُرف .
قال أبو الحسن المباركفوري – رحمه الله :والظّاهر : أن يراد بها – أي : الأنامل – : الأصابع ؛ من باب إطلاق البعض وإرادة الكل ، عكس ما ورد في قوله تعالى ( يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُم فِي آَذَانِهِم ) البقرة/ 19 ، لإرادة المبالغة .
وعليه فإن العد بأي صفة في اليد جائز ، بل يجوز بغير اليدين كالسبحة والنوى ونحوهما كما ذكرناه في فتوى في جواز العد بالسبحة . وكتب أبوسليمان مختار العربي مومن (من كتابه: ترشيد الأخيار إلى فتاوى المختار ).