ماهو وقت الامساك ؟ وهل صوم من شرب وأكل قبل الأذان الثاني بدقيقة صيامه صحيح ؟.

16-03-2021 1058 مشاهدة

 

الجواب : الإمساك هو الكفّ عن المفطرات قبل دخول وقت الصيام الذي حدّده الباري في كتابه قال سبحانه :  وكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ  [البقرة: 187].

و عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ” «  إنّ بلالًا يُؤذِّن بليل، فكُلُوا واشرَبوا حتَّى يناديَ ابنُ أمِّ مكتوم » البخاري (617) و مسلم(1092) ، وكان رجلًا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحتَ أصبحتَ؛ متفق عليه، وفي آخره إدراجٌ.

ومعنى ذلك أنّ  أذان بلال بليلٍ  لم يكن  إعلامًا بدخول وقت الصلاة  كالأذان المشروع، وإنما كان ينادي بألفاظ الأذان ليُوقِظ النائم، وليرجع القائم؛ استعدادًا لتناول السحور في رمضان.، وحينئذ لايجب الإمساك ،  وإنما يجب عند طلوع الفجر الصادق، وليس بسماع الأذان من أي مصدر كان،  خاصة إذا لم يكن للمؤذن معرفة بطلوع الفجر الصادق ، فإذا كان الأذان الثاني  يرفع عند طلوع الفجر, فيجب الإمساك عنده, وإن كان هذا الأذان يتقدم عن طلوع الفجر، فلا يجب الإمساك، قال الحافظ ابن حجر في الفتح : من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام، زعمًا ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة. انتهى.

وقال الشيخ ابن عثيمين أيضًا في فتاوى اللقاء الشهري: لا شك أن الله سبحانه وتعالى ربط الإمساك والإفطار بعلامات محسوسة أفقية، الإمساك بطلوع الفجر، فمتى طلع الفجر ورأيته فأمسك سواء أذن أم لم يؤذن، ومتى أذن ولم يتبيّن الفجر فلك الأكل، لكن من المعلوم أنّنا الآن لا يمكن أن نشاهد الفجر؛ لأنّ البلد مضيئة بالأنوار، والنّاس أكثرهم في الحجر لا يشاهدونه، فمن باب الاحتياط أنك إذا سمعت المؤذن فأمسك، ولكن لا حرج عليك أن تأكل اللقمة التي في يدك، أو تشرب الكأس الذي في يدك. انتهى.

أقول : وحتى أهل المدن لو خرجوا في مكان خال ليعرفوا طلوع الفجر لايمكنهم رؤيته ، إلاّ بعد مضي أسبوع فأكثر بالبادية الخالية من الإضاءة الاصطناعية ، لأن مخالطة الإضاءة في المدن قد أخذت جهدا كبيرا من العينين الطبيعيتين ، ومن هاهنا تختلف رؤية البدوي والحضري، ولقد عشت زمانا في بادية شنقيط مع شيخنا العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله فكان يقوم فيؤذن ونحن لانشك أن الليل لازال سادلا جناحه على البسيطة فنتعجب لجهلنا من أذان الشيخ وماهو إلا أن نصلي ركعتي الفجر حتى ينتشر النور في الأفق ويتطاير .

ومن أكل شيئا كان في فمه أوشرب الماء اثناء الأذان الثاني لايضرّه إن شاء الله لعدم دقة تبيّن الفجر المبنيّ غالبا على التقاويم المعاصرة، وخير لدينك أن تحتاط له ، وأصول الشريعة كلها مستقرة على أن الاحتياط ليس واجبا ولامحرّما كما قال أهل العلم  .

والاحتياط من أمور الدين    من فرَّ من شكّ إلى يقين

نص الفتوى