الرّشوة الخـرابُ القائم ،والإثم الدائم

تاريخ النشر : 08 ربيع الثاني 1442 1154 مشاهدة تحميل الكتاب

وصف الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

 لقد حرّم الشرع المطهَّر الرّشوة ، لما فيها من إشاعة الفساد ،وفشو الظلم في المجتمع، وهضم حقوق الناس ، وأكل أموالهم بالباطل، وقد تَوَّعد النبي e الراشي والمرتشي والوسيط بينهما بالطّرد من رحمة الله ،وذاك من أقسى العذاب ، لأنّ الرشوة داء خبيث يعشّش في صدور المتلهّفِين لإشباع رغباتهم بالمال الحرام، ويعطّل عجلة التّنمية الصّحيحة ،التي يجب أن يؤدي فيها صاحب الواجب واجبه ،وأن يأخذ صاحب الحقّ حقّه ومن ثمّ فقد دعت الضّرورة للتّنبيه على هذا الأمر الخطير ،وليكون هذا الإصدار خطوة في طريق الإصلاح .

إنّ من شرّ ما تصاب به الأمم في أهلها وبنيها أن تمتدّ أيدي فئات من عُمَّالها وأصحاب المسؤوليات فيها إلى تناول ما ليس بحقّ، فصاحب الحقّ عندهم لا ينال حقّه إلا إذا قدّم مالاً أو منفعة ، وذو الظّلامة فيهم لا ترفع مظلمته إلاّ إذا دفع رشوة ” ولما كانت جريمة الرّشوة جريمة عظيمة يترتّب عليها ضرر المجتمع وضرر للأفراد – مابين ضياع للحقوق ، وتقصير في الواجبات ، وفساد للذمم ، ومن ثم فقد حرمها الله تعالى  ووردت الآيات والأحاديث بالنهي عنها والتشنيع على مقترفِيها ، وبيان عاقبة أطرافها من راش ومرتش ووسيط بينهما .

فيأيها الموظف : إنك عندما وقعت على ورقة التعاقد ،فقد عاهدت الله أولا ومن ولوك الوظيفة أن تكون فيها ناصحا لله ولرسوله والمسلمين ، حارسا على تأدية الحق لأهله ،فاحذر أن تأتي يوم القيامة وقد جمعت لك صفائح من النار لاتستطيع لذعها ، وإن الدنيا منقطعة فانظر ماتقدمه من عمل صالح تسر به يوم اللقاء .