ظاهرة الغش في حياة المسلمين

تاريخ النشر : 08 ربيع الثاني 1442 1185 مشاهدة تحميل الكتاب

وصف الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

لو يعلم الإنسان  عاقبة الغش والخداع لجعل بينه وبين الغش  حاجزا منيعا وسدا رفيعا ، ولكن القلوب المريضة الخالية من مراقبة العليم الخبير ليس لها إلا النجاح المادي الذي تلمسه ، والمراتب العالية التي تتسلقها كالطفيليات على أكتاف المجتمع والدولة ،ولو صلحت النيات ، وراقب المسلم ربّ الأرض والسموات لسمَتِ الهمم إلى الجد ، ولقنع كل واحد بما كتب له ، إن الغاش بعيد عن النصيحة لنفسه ولمجتمعه ولأمته  ،قريب من شيطانه وعدو أمته ، لأنه بإمكانه أن يبيع وطنه وأمته بثمن بخس ، مادام مستعدا لهدم بنيانه بيده ، فاحذر أخي الطالب أختي الطالبة فأنتما اللبنة الأساسية لبناء مجتمع الغد الجميل فلا تكن لبنة هشة تسبب تدمير بنيان الأسرة والمجتمع .وقد تفشى الغش والكذب والحسد بين أفراد المجتمع، فالبائع يغش في البيع فلا يقيم الوزن بالقسط، والتاجر يكذب في تجارته،  والمعلم يغش التلاميذ بتهاونه في شرحه وتبليغه الرسالة، والأب يغش أبناءه فلا يربيهم على طاعة الله عز وجل ولا يسأل عنهم وعن أحوالهم، إلا من رحم الله . والطالب يسأل صديقه حول ما قاله الأستاذ في غيابه، فيضلله ويكذب عليه .فأين محبة الخير لعامة المسلمين والنصح والإخلاص لهم؟ ، إن الغاش أشبه مايكون بالطفيليات التي تتسلق الأشجار الجميلة والزهور البهية ، فتلتف حولها لتجعلها خبرا بعد عين ،وأثرا  بعد يقين ، ولذلك حذر الإسلام من الغش وجعل صاحبه ليس من أمة النبي الناصح محمد صلى الله عليه وسلم  .