حاجتنا إلى … وصايا لقـــمان الحكيم

تاريخ النشر : 08 ربيع الثاني 1442 1263 مشاهدة تحميل الكتاب

وصف الكتاب

بين يدي الإصدار  :

القرءان الكريم مصدر التشريع للبشرية، وحصنها الواقي من الانزلاق نحو الهاوية، وقد تنوعت أساليب القرءان التربوية الموجهة لسلوك الإنسان المسلم في حياته ، فتارة بالأمر, وأخرى بالنهي ، وثالثة بالقصص، ورابعة بذكر الحكم والوصايا  إلى غير ذلك من الأساليب التربوية المتنوعة ، وتأتي وصايا لقمان الحكيم ضمن تلك الأساليب التربوية الرائعة التي ينبغي للمسلم أن يوجه إليها نفسه وأبناءه، ولضرورة الوقوف على تلك الوصايا الحكيمة ارتأينا أن نضع بين يدي القارئ تلك التوجيهات لعله يستعين بها في توجيهه لسفينة أهله ومحبيه ،

سورة لقمان سورة من سور القرءان الحكيم، سميت باسم ذلك الرجل الحكيم الذي ترعرع في أحضان الطيبين والطيبات،  فقد ذكرت مصادر السيرة والتأريخ أن لقمان الحكيم كان عبدا حبشيا، خياطا، وكان من أخير النَّاس حكيما وفطينا، رَقِيق الْقلب، صَادِق الحَدِيث، صَاحب أَمَانَة وعفة، وعقل وإصابة فِي القَوْل، وَكَانَ رجلا سِكِّيتا، طَوِيل التفكر، عميق النّظر لم ينم نَهَارا قطّ، وَلم يره أحد يبزق وَلَا يَتَنَحْنَح، وَلَا يَبُول وَلَا يتغوط، وَلَا يغْتَسل، وَلَا يعبث وَلَا يضْحك، وَكَانَ لَا يُعِيد منطقا نطقه إِلَّا أَن يَقُول حِكْمَة يستعيدها أَي وَاحِد .

وَكَانَ قد تزوّج وَولد لَهُ أَوْلَاد فماتوا فصبر عليهم ولم يجزع، وَكَانَ يغشى السُّلْطَان، وَيَأْتِي الْحُكَّام لينْظر ويتفكّر وَيعْتَبر فبذلك أُوتِيَ مَا أُوتِيَ[1]..

عاش ألف سنة، وَأدْركَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، وَأخذ مِنْهُ الْعلم، وَكَانَ يُفْتِي قبل مبعثه، فَلَمَّا بُعث داود عليه السلام قطع الْفَتْوَى[2]،  وَقيل أَنه كَانَ قَاضِيا فِي زمن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام[3] .

[1] – ابْن كثير: الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة 2/ 124. بتصرف يسير .

[2] –  الزَّمَخْشَرِيّ: الْكَشَّاف 3/211، وَكَذَلِكَ الْقُرْطُبِيّ: الْجَامِع لأحكام الْقُرْآن 14/59.

[3] – ابْن كثير: الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة 2/123.