تغير المناخ … رؤية إسلامية

تاريخ النشر : 08 ربيع الثاني 1442 1135 مشاهدة تحميل الكتاب

وصف الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة لجميع الكائنات، حيث قال عنه ربه سبحانه]وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين  [ .

بين يدي الإصدار

إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام وبث فيها من المعايش للخلق بقدر معلوم لاتتنقصه يد البشر ،ولاتزيده اجتهاداتهم فقال في كتابه : ] وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (10) [[ الأعراف ]، ،  وقال جل شأنه ] قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)  [[فصلت ]، وقال سبحانه ] وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) [ [الحجر ]، هكذا يفصل كتاب الله في الموازنة بين الخلق وأرزاقهم ويضع الضوابط للمحافظة عليها ،   والإسلام دين الله المنزل لتسيير الحياة كافة، جنها وإنسها ، حيها وميتها ، جمادها ورطبها ، وقد ظلت البشرية تنعم بخيرات الأرض التي بثها في باطنها وظاهرها لاتغيرها إلا المعاصي ولاتزيلها إلا الذنوب   ولكن البشرية كلما نسيت وحي الله تقلبت في البطر والترف فجرّها ذلك إلى سخط الله فتغار العيون وتقحط السماء ،وتمحل البراري ، وتموت الكائنات ، نعم كل ذلك بسبب الفساد ومخالفة ربّ العباد لاغير قال تعالى :] ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)  [ [الروم ] .

وإن من  القضايا التي حث الإسلام على حمايتها وتعميرها ، والمحافظة على ثرواتها الطبيعية وإنمائها ، وحذر من الفساد فيها هي تلكم  البيئة التي تعيش الكائنات من خيراتها بمختلف أصنافها وأنواعها ، قال تعالى ] ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها [ [الأعراف :85]، وسمى الساعي في إتلاف خيرات الطبيعة مفسدا أي مجرما بما لكلّ هذه الكلمة من دلالات فقال ] وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)  [[البقرة ]  ؛ ولقد كان الإسلام سبّاقا في  الحث على الحفاظ  على مصادر الحياة من مياه وأشجار ونباتات وهواء وتراب وكائنات  .

ومن خلال إصدارنا المتواضع  فإنه يمكننا الوقوف على رؤية إسلامية حثت على  المحافظة على مقدرات الأرض وحذرت ممايحيط بها من مخاطر باتت تؤدي إلى اختلال في توازن الحياة على البسيطة،  وهو ماوصل إليه العالم اليوم من التّذمّر بسبب  تأثير الحضارة المعاصرة وتعدّيها بمصانعها العملاقة على البيئة وإتلاف مقدّراتها وإفساد خيراتها،  فتحولّت إلى خطر داهم وكارثة بيئية صارت تعرف بالتغير المناخي .