وصف الكتاب
قال القاضي عبد الوهاب رحمه الله تعالى .
رسالةُ علمٍ صَاغَهَا العَلَمُ النَّهْـدُ قد اجتمعتْ فيها الفرائضُ والزُّهْدُ
أصولٌ أضاءت بالهُدى فكـأنَّما بَدَا لِعُيُونِ النَّاظــرين بها الرُّشْدُ
وفي صدرها علمُ الدِّيانة واضحٌ وآدابُ خيرِ الخلقِ ليــسَ لَهَا نِّدُ
لقد أمَّ بانيها السَّدادَ فَذِكْـرُهُ بها خَالِدٌ ماحَجَّ واعتمَـرَ الْــوَفْدُ
لمّا كان المذهب المالكي أحد المذاهب السديدة ،وطرق التفقه في دين الله الرّشيدة ، استخرت من لايخيب من استخاره ،ولايوهن حبل من استجاره ،أن أُتْبِعَ العَرْفَ النّاشِر الذي كتبته في فقه وأدلة ابن عاشر ، شرحا على رسالة العلَمِ الطَّاهر ، صاحب المكارم والمآثر ، أبي محمد عبد الله بن أبي زيد مشهور الذِّكر في الكُتَّابِ والمحاظر ، والفَرْدِ جليلِ القَدْرِ في البوادي والحواضر ، أجمعُ فيه بين ماظهر لي من الدليل الظّاهر ،والنّظم الزّاهر، والشّرح المختصر الظّافر، بإذن من يُبَارِكُ في خطى العبد العاثر ، وقد أفرغت في جمعه طاقتي وجهدي ،وبذلت فيه فكري وقصدي ، وأوردت فيه مااستطعت من غرر الفوائد ، وجمع الفرائد، وقد سميتها تيمنا بالمناهل (أي موارد العلم ) الزلالة (العذبة ) جعلها الله خيرا مما أظن وغفر لي في التقصير ، وأحسن الله لي ولوالدي ولكا من كان ناصحا لدين الله تعالى.