المختصر الجامع في شرح الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع

تاريخ النشر : 07 ربيع الثاني 1442 3160 مشاهدة تحميل الكتاب

وصف الكتاب


بسم الله الرحمن الرحيم  نبذة عن صاحب المنظومة مع بيان لمضمونها و منهاج الناظم فيها، مذيلة بروابط لتحميلها بعدة صيغ.
التعريف بصاحب النظم:
هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن، التسولي اللمتي، يكنى أبا الحسن، ويعرف بابن بري، ولد بتازة سنة 660، وتلقى بها تعليمه الأولي عن مشايخها.
اجتهد كثيرا في الذكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة وعدولها، ثم بعد فترة انتقل إلى فاس كاتبا بها سنة:724هـ.
أخذ العلم عن شيوخ فضلاء، منهم: والده محمد بن علي بن بري التازي، وأبو الحكم مالك بن عبد الرحمن بن علي المالقي المعروف بابن المرحل: (ت:699هـ)، وأبو بكر محمد بن محمد بن إدريس القضاعي المعروف بالقللوسي: (707هـ)، وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم ابن الزبير الغرناطي: (ت:708هـ)، وأبو الربيع سليمان بن محمد بن حمدون الشر يشي (ت:709هـ).
ولا جرم أن يكون لهذه الثلة المباركة من أكابر أهل الفضل والعلم أثر على شخصية أبي الحسن وتكوينه العلمي، لذا فقد بلغ في العلم مرتبة عالية، يظهر ذلك من قولهم فيه: «كان فقيها متقنا راوية كاتبا بليغا بارعا فرضيا نحويا لغويا عروضيا ماهرا في العربية مقدما في القراءات والوثائق، وله معرفة بعلم التفسير والحديث، بارع الخط، حسن النظم سلسه»، ومنظومته التعليمية “الدرر اللوامع” دالة على ذلك، فقد سارت بها الركبان، وحفظها الصغار والكبار، وتصدوا لها بالشرح والتعليق، فقد بلغت شروحها خمسين شرحا.، وأخذها عنه عدد من الأفاضل الأماجد، منهم العلامة: عبد المهيمن بن محمد بن علي الحضرمي السبتي: (ت:749هـ)، وغيره ممن تجد ذكرهم في كتاب:«قراءة الإمام نافع عند المغاربة»، للعلامة: حميتو، (3/151).
وحري بمثله أن تكون صلاته العلمية وثيقة بغيره من أهل العلم والفضل، كالإمام: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الآبلي، (ت:757هـ)، وأبي زيد عبد الرحمن بن العشاب التازي، (ت:724هـ)، وغيرهما من أهل العلم، ولمنزلته العلمية ولي مناصب عالية في الدولة، فقد تولى الكتابة عن الخليفة بالغرب، وتولى القضاء بمدينته تازة، كما دعاه أبو سعيد المريني لتعليم ولده أبي الحسن، فكان يقرئه إلى أن توفي رحمه الله تعالى.
صنف ابن بري في كثير من المعارف التي عني بها، فإلى جانب علم القراءات التي تعتبر تخصصه البارز، صنف في الادب والفقه وعلم الوثائق وغيرها،
وفيما يلي لائحة بهذه المؤلفات:
1- أرجوزة الدرر اللوامع في مقرإ الإمام نافع» التي هي محل موضوعنا وتوجد منها مخطوطات متعددة بالخزائن المغربية أحسنها مخطوطات الخزانة العامة بالرباط تحت الأرقام التالية: 815د، 908د، 927د، 1060د، 1147.
2- أرجوزة في مخارج الحروف» (في 30 بيتا) وتعتبر ذيلا لأرجوزة الدرر اللوامع»، توجد نسخة منها مستقلة بخزانة القرويين تحت رقم 1574.
3- القانون في روايتي ورش وقالون»، ذكر الإسحاقي أنه نثر مختصر.
4- شرح وثائق الغرناطي»: ورد ذكرها في تقييد طور على «مورد الظمآن» لمحمد بن شقرون المغراوي كما ذكرها الإسحاقي في « رحلته».
5- وثائق مختصرة»: ذكرها الإسحاقي كذلك وابن القاضي في « الفجر الساطع».
6- الكافي في علم القوافي»: ذكره الإسحاقي في« رحلته»ن وقد قسمه إلى ثلاثة أقسام: مقدمة: أتى فيها بمختلف تعريفات القافية، والقسم الثاني: ذكر فيه العناصر التي تكون القافية، وفي القسم الثالث: ذكر خصائص علم القوافي.
7- شرح عروض ابن السقاط» ذكره الإسحاقي.
8- مختصر شرح الإيضاح» لابن أبي الربيع في النحو، ذكره الإسحاقي أيضا.
9- اقتطاف الأزهار واجتناء الثمر»: وهو في الأدب، اختصره من كتاب « زهر الآداب وثمر الألباب» لأبي إسحاق إبراهيم الحصري، وتوجد منه بالخزانة الحسنية نسختان تحت رقمي 374 و 4672.
10- اختصار الشريشي على المقامات»: ذكره الإسحاقي.
11- شرح تهذيب البرادعي»، ذكره احمد بابا وابن القاضي.
هذا التراث الضخم الذي خلفه ابن بري رحمه الله إنما يدل على تضلعه و تمكنه من ناصية العلوم.
توفي رحمه الله بمدينة تازة يوم الثلاثاء 23 من شهر شوال عام 730هـ، وقيل سنة 731، والأول هو الراجح، ودفن بتازة العليا، وضريحه اليوم يوجد فوق ربوة خلف مقر عمالة إقليم تازة.
التعريف بالمنظومة
تعرف هذه المنظومة بنظم ابن بري، أو البرية، واسمها الكامل: “الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع” وتعد هذه المنظومة من اهم المنظومات في قراءة نافع عند المغاربة . فلقد طارت شهرته في الافاق، وغطت على كل ما الف في هذا الباب، وكانت ولا تزال على راس المتون العلمية التي يحفظها طلاب العلم في المغرب الاسلامي. كما أنها كانت محل عناية كثير من العلماء حيث أولوها جانبا كبيرا من الشرح و التدريس
مضمونها:
تتألف هذه المنظومة من ثلاثة واربعين ومائتي(243) بيت، اشتملت على مقدم بين منهجه فيها، وستة عشرة بابا تتضمن اهم الاصول، والقواعد الكلية وهذه الابواب هي: باب الاستعاذة، باب البسملة، باب ميم الجمع، باب هاء الكناية، باب المد والقصر، باب أحكام الهمز المزدوج، باب أحكام الهمز المفرد، باب أحكام نقل الحركة، باب الإظهار والإدغام، باب الفتح والإمالة، باب الراءات، باب اللامات، باب كيفيات الوقف، باب ياءات الإضافة، باب ياءات الزوائد، باب فرش الحروف، ثم ذيلها بابيات في مخارج الحروف وصفاتها، وقد بلغ هذا الذيل ثلاثين (30) بيتا، فيكون مجموع المنظوة وذيلها ثلاثة وسبعين ومائتي بيت (273).
منهجها:
لقد وضع المصنف  منهج خاصا به في هذا النظم أبان عنه في مطلع هذه الارجوزة، فبعد حمد الله، والصلاة على نبيه صلى الله عليه و سلم ذّكر بفضل القرآن [ الكريم] وحملته ، مضمنا بعض ما ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم ثم بين أن غرضه من هذا النظم هو ذكر الاصول والقاعد الكلية، وبعض الفرشيات التي لاطرادها تجري مجرى الاصول في قراءة نافع المدني.
وقصده من هذا النظم ان يكون تبصرة وتعليما للمبتدئين في هذا الفن، وتذكرة للمقرئين المنتهين، وجعله على بحر الرجز ليسهل حفظه وتذكره، لان النظم اسهل في الفظ من النثر غالبا، ثم بيّن أنه يورد قراءة الامام نافع من رواية الامامين ورش وقالون، سالكا في ذلك كله طريق الامام ابي عمرو الداني دون غيره من الائمة كمكي بن ابي طالب صاحب ” التبصرة” او ابي عبد الله محمد بن شريح صاحب ” الكافي” ، وعلل اختياره لطريق الداني بتبحره في الحفظ والإتقان والتقدم في هذا الشأن، فقال:
سلكت في ذاك طريق الداني … إذ كان ذا حفظ وذا إتقان

منظومة الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع