منهجية مفيدة لطالب العلم في طلب العلم وآدابه

28-10-2020 1967 مشاهدة

 

منظومـــــة الشنقيــطي


1429ــ1430هــ

تقريض الشيخ / محمد الحسن الددو حفظه الله
بســـم اللــه الرحمــــن الرحيــــم


نظــم أخي محمـد ذي الأدب  من فاق في حسبــه والنسـب
سليـــل عبدالله ذي المفاخر  نجل الأمين مفحــم المفاخــر
نظـــم جميل واضح مقرب  كأنمــا ذر عليـــه الزرنـب)
لاينكر الناشق من أريجـه  أن ينبــت الخطيَُُُ في وشيجــه
إنَّ رحا العلم بهم تـــدور  وهم به الشمــوس والبــدور
فنسأل الرحمن أن يديمـا  عليهم ماخُّّــولــوا قديمــا
من العلـوم والعلى والأدب  والجود والخلق الكريم الطيــب

المقدمه
أبـدأ بسـم الله ثــم أحـمـده  أشـكـره أعـبـده أمـجــده
مصليـا علـى النبـي محـمـد  وآلــه وصحـبـه والمقـتـدي
وبعـد قـد رأيـت أن الطلـبـا  (يتـرك أطـواد الجهالـة هبـا)
وإن من أصحابنا فـي ذاالزمـن  تحيـروا فـي بدئهـم بـأي فـن
لكننـي مـع قـلـة اطـلاعـي  أطمـح للثـوري والأوزاعــي
أحـب لـلإسـلام أن يـعـودا  لمجـده القديـم كـي يـسـودا
وهـذه منظـومـة مختـصـرة  في طلب العلم لمـن قـد أثـره
سميتهـا منظومـة الشنقيـطـي  لـجـدول العـلـم وللتخطـيـط
وهـا أنـا أسبكهـا فـي رجـز  (يقرب الأقصى بلفـظ موجـز)
(وتقتضي رضا بغيـر سخطـي)  فالله جـل وعـلا مـن يعـطـي
(مشتكيا ضعفـي إلـى المتيـن)  ومكثـرا فيهـا مـن التضميـن
وقال جـدي صاحـب الأضـواء  محمـد الأمـيـن ذو الـعـلاء
(وقد هفا في العلم من فيه رسـخ  وقلمـا ينجـو مـؤلـف الــخ)
(أستوهـب الله الكريـم المـددا  ونفعـه) بـه سنـيـن عــددا


آداب طالب العلم


وطالب العلـم بذي الحيـــاة  فـي نهمٍ مثـالــه كـالآتـي:
(كالحوت لايرويه شـيء يلهمـه  يصبح ظمآن وفي البحـر فمـه)
فحاول الإخلاص أصلـح نيتـك  وأكثر الصـلاة واشحـذ همتــك
فوقرن وزد من التقـديــــر  لعالـمٍ ضعيـــفٍ او فقيـــر
قـد سخـر الله لــه الحيتـانـا  فـي بحـره وبــره الإنسـانـا
وسـخـر الغـنـي والفقـيـرا  ( والخيـل والبغـال والحميـرا)
وإن أردت بعـض علـم العالـم  لبيـتـه ودرســـه فـــلازم
لاتنطـقـن بكلـمـة مسـيـئـه لـه  بظهـره ولـو بريئــــه
إن خانك التعبير فـي حضـوره  فلتعتذر ولتصلحـن مـن فـوره
(أوتبـد رأيـا زائـدا معترضـا)  فأبـديـن ورأيــه لا تنقـضـا


طريقة طلب العلم


هنـاك للعلـم شـروط كتـبـت  كتبهـا أسلافـنـا فدونــــت
طـول الزمـان صحبـة المعلـم  كذا اجتهـاد مـع ذكـاء المسلـم
وبلغـة وحـرص مـن يلـيـق  لا لا تقـل أخــي لا أطـيـق
(كتـب إجـازة وحفـظ الرسـم  قـراءة تدريـس أخـذ العـلـم)
والنظـم سهـل ليـن محـبـب  لطالبـيـه دائـمـا مـقــرب
والنثـر إن عـز فكـرره مائـه  كـذاك لابـد لـه مـن تجزئـه
تخميـره وكـثـرة المراجـعـة  مامنع الحفظ لمـن قـد طاوعـه
(ولاتمـل مالـم تنـل تمكـنـا)  وكررنه (في الـدوام استحسنـا)




فصل (للمبتدئين)


فصـل الذيـن علمـهـم يقــلُّ  فليـبـدؤوا بــه ولا يـمـلــوا
فخـيـر مايحفـظـه الإنـسـان  كتـاب ربنـا هــو الـقــران
(لأنـه مـن أعظـم المطلـوب  مـن أهلـه تدبـر القـلــوب )
كـذاك لابـد مــن التجـويـد  لـقـوة الضـبـط كما الحديــد
ابـدأ لـه بتحـفـة الأطفــال  تـدرجـا تلـحـق بالأبطــال
وبعـده يطلـب عـلـم الآلــة  كي يفهم المقصود فـي القـراءة
واعلـم بـأن العلـم مـن أهمـه  نحـو بلاغـة وصـرف نمــه
(واللغة الرب لهـا قـد وضعــا)  فخالفـن مـن لهـا قـد منـعـا
بهـا نـرى معـانـي الـقـران  وتجـعـل الهيـبـة للإنـسـان
فأتقـن النحـو مــع البـيـان  ( وإن هـــذان لـسـاحـران)
فالنحو خـذ فيـه مـن المنظـوم  ماقـد أضيـف لابـن آجــروم
والجوهر المكنون في البلاغـــة  سواطع الجمان صرف اللغــــة
وبعـده يأخـذ فــي العقـيـده  منظـومـة صغـيـرة مفـيـده
مشهـورة بقـبـس الـوصـول  منظومـة الثـلاثـة الأصــول
توحيـده أول مـاقـد أوجـبـا  فـكـل مايـفـسـده تجـنـبـا
وبعـده الفقـه ويجـنـي فـيـه  مختـصـرا يـقـرأه بـفـيـه
فالفقـه نحتـاج إلـيـه كلـنـا  صلاتنـا وصومـنـا وحجـنـا
وبـعـده يـذهـب لـلأصـول  ( حقائـق المعقـول والمنقـول)
يأخذ فيه بعض نظـم الشـذرات  (مماتضمـن كتـاب الورقـات)
وبعـده يقـرا فـي المصطـلـح  لأنــه بعلـمـه كالمـصـلـح
وحبـذا منظومـة الصنعـانـي  لنخبـة الفكـر لــن تعـانـي
ويحفـظ العمـدة فـي الأحكـام  للمقدسـي شـيـخ أهل الشــام
وكل من يبحث في علـم السيـر  يبـدأ فيـه دائـمـا بمختـصـر
مثل الـذي فـي قـرة الأبصار  رحمـنا الله مــع الأنصـــار
وكــل ماكتـبـتـه للـحـفـظ  بـكـل ماعنـيـتـه بالـلفـظ




فصل للمتوسطين




فصل الذين أتقنوا ما قـد مضـى  فكبـر العقـل وصـار أعرضـا
والبدء في التجويـد لابن الجـزري  كشف العمى في الرسم بادر تظفر
علـم القـران فيـه قـل نقايـه  وطلعـة الأنوار نعـم الغايــه
كذاك فـي الحديـث والأحكــام  بـلـوغ ماتريد من مـــرام
والنحو خذ فيه شـذور الذهـب  منظومـة فـي رجـز مـهـذب
كذاك لابد من الخلاصـــــه  ( كما اقتضت غنى بلا خصاصه) 
والصـرف خذ لامية ابن مالـك  مع احمـرار الحسن اشكر مالكي
نور الاقاح نظـم في البلاغــة  والشعر فاحفظ شعر ذي الحماسة
وسلـم الأصول فـي العقيـده  ومجـمـل اعتقـادهـم بعـيـده
إنارة الدجى لعلـم السيـــرة  وفي الأصول المرتقـى لاغيـره
قواعـد ابـن رجـب والمنهـج  تكميله تاسيس الانظـار انهجـوا
قـواعـد فقهـيـة لـلأهــدل  والفقه للأحنـاف نظـم الهاملـي
للشافعـي فلابن رسلان زبـــد  والمالكـي رسالة حوت زبـــد
وبعـده يقـرؤ مــن( يـقـول  حتـى فـلا إشكـال) ذا خليـل
للحنبلـي عمـدة قـد نظـمـت  نظمهـا إمامـنـا فاستعظـمـت
وبـعـده بالسـلـم المـنـورق  صعودهـم بـه لعلـم المنـطـق




فصل للمتخصصين


فصل الذين فوق من قـد ذهبـوا  فإنـهـم بعلـمـهـم لـذهـــب
حـرز الأمـانـي درة مضـيـه  طيبـة النشـر كـذا مرضـيــه
هذا لتعـرف الـذي بـه نـزل  كتاب ربنـا الـعلي عـز وجــل
كذاك في التفسير خذ (مراقي ال  أواه) ترقـى دائمـا أي مـحــل
والنحـو لاحمرار ثم الكافيــة  كذا الكتاب مع شروح وافيــــه
والصرف خذ فيه من ابن الحاجب  كتـبـه مـفـيـدة للـطـالـب
عقد الجمان فـي البلاغـة بديـع  ( من المعاني والبيـان والبديـع)
مثلـث الكـلام دومـا (نـافـع  لكـل مـن يـقـرؤه ورافــع)
فــالأدب الجمـيـل والفـريـد  فكـامـل أو عـقـده الفـريـد
كـذاك فـي الإنشـاء و التعبيـر  يكفيـك أن تـقـرأ للحـريـري
وخزرجيـة لــذي القـوافـي  يتيمـة الدهـر لشعـر صافـي
مصطلـح الحديـث للعـراقـي  أو السيوطـي تكـن كالـراقـي
وفي الحديـث منتقـى الأخبـار  مع الصحاح العلم فيهـا جـاري
يكفيك للعراقـي (تقريـب الأسـا  نيـد) الـذي لنجله قـد أسـسـا
وبعدهـا خـذ سبـل الـسـلام  ونيـل الأوطـار لـذي السـلام
علم الرجال فاق فيه ابـن حجـر  فـألف التقريـب شـاع وانتشـر
ألفيـة ابـن ادم فــي العـلـل  مليـئـة بـــدرر كالـقـلـل
وفـي العقيـدة مـن ابـن القيـم  نونيـة تـرقـى بـهـا للقـيـم
نظـم بن فال فـاح بالشمائـــل  حيـر كـل صـامـت وقـائـل
نظم عمـود نسـب المخـتــار  ثم عمـود نسـب الأنـصـــار
لمبتغـي الـرقـي والصـعـود  فليحفظـن مـراقـي السـعـود
في الفقـه خـذ بدايـة المجتهـد  لكـنـه نـهـايـة المقـتـصـد
لامية الزقاق فـي القضـا مـدى  ( ومالنـا إلا اتـبـاع أحـمـدا)
والطيبـيـة بعـلـم المـنـطـق  آداب بحث الصاحـب المضيـق
وفي السلوك كتـب ابـن القيـم  فـكـن بـهـا كعـالـم بالقيـم




خاتمــــــــــة




ياصاحبي (الإنسان ليس يشـرف  إلا بمايحـفـظـه ويـعــرف)
فاجتهدن فـي حفـظ ذي العلـوم  أو غيرهـا ممـا رقـا بالـقـوم
(من سار فـي ركابهـا مطعـوم  ومـن جفاهـا فهـو المحـروم)
وإنما نظمـتـهـا لأنهـــــا  (بدنها اضطرب والقلـب سهـا)
(واستعـذ استعـاذة ثـم أقــم )  ومن يؤخـر عمـل اليـوم نـدم
ولتحـذرن مـن فاسـد الإعـلام  فـإنـه محـرقـة الأعـــلام
يعـلـم النـفـاق والعـقـوقـا  والكفـر والطغيـان والفسـوقـا
(ياحسرة على زمـان انقضـى )  كـان أداء وهنـا نقضـي قضـا
ياحبذا نحيـا حيـاة مـن سلـف  نحيا لأجل الدين أومـوت التلـف
نوقـر الكـبـار والصـغـارا  ونبغـض اليهـود والنـصـارى
ونحـذر القبـر فانـه المـقـر  (منه ابن ام يابـن عـم لا مفـر)
(أمنـنـا الله مــن الآفـــات  في الدين و الدنيـا الـى الوفاة)
هـذا وقـد تـم الـذي أردتـه  جمعـتـه مرتـبـا و صغـتـه
ليستفيـد مـن بـه قـد حظـيـا  (هل يستـوي الذين)لـن يستويـا
(وزللـي فيمـا أقـول إن تـره  فإننـي أطلـب منـه المـعـذرة
فقد يصـاب دارع فـي النحـر  ويغرق لغايص وسـط البحـر)
وأختـم النظـم مـع (الإقـرار  بنعـمـة المقـتـدر الغـفـار)

تعليقات المستخدمين

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يمكنك قراءة

  • 11 ربيع الأول 1442 هـ
    اعتزاز المسلم بعقيدته ودينه

    اعتزاز المسلم بعقيدته ودينه

  • 07 محرم 1443 هـ
    حرمة سماع الباطل عموما والغناء على وجه الخصوص

    حرمة سماع الباطل عموما والغناء على وجه الخصوص

  • 10 ربيع الأول 1442 هـ
    من روائع التفسير الثالثة

    من روائع التفسير الثالثة