وشهد شاهد من أهل الناير في بلدي الجزائر حوار بيني وبين المؤرخ
14-01-2022 1175 مشاهدةبسم الله الرحمن الرحيم
وشهد شاهد من أهل الناير في بلدي الجزائر
حوار بيني وبين المؤرخ
وكتب أبوسليمان مختار بن العربي مومن الجزائري يوم الجمعة 14جمادى الآخرة 1443 الموافق : 14/01/2022
في تقرير صحفي يجيب فيه أحد المتخصصين التراث الأمازيغي يجيب عن أصل الناير وبعض المعتقدات التي يفعلها الناس في تلك الأيام[1] :
ماهو الناير : الناير باللغة الأمازيغية مشتق من كلمتين “ين” معناها واحد أو الأول، و”آيير” تعني الشهر، وفقا لما قاله الباحث في التراث الأمازيغي محمد أرزقي فرّاد.
الجواب : تؤرخ الأمم لحياتها اليومية توثيقا لها ، وحسابا لشهورها وايامها منذ القدم ، ولقد كانت العرب في جاهليتها تؤرخ بأيامها وأحداثها الكبار ووقائعها العظام واستمر ذلك في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وخلافة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وأوائل خلافة عمر الفاروق – رضي الله عنه -ثم إنه مع اتساع الخلافة توافرت أسباب البحث عن تأريخ يعمل به المسلمون يجتمعون عليه فجمع عمر الناس سنة ست عشرة أو سبع عشرة من الهجرة فشاورهم من أين يبدأ التأريخ فقال بعضهم: من بعث النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال آخرون: من متوفاه فقال عمر رضي الله عنه: من خروجه من مكة إلى المدينة فاتفقوا على ذلك ثم إنهم تشاوروا في أي شهر تبدأ السنة فاتفقوا على أن يكون شهر الله المحرم هو أول الشهور في السنة وقال بعض أهل العلم: إن الصحابة – رضي الله عنهم -أخذوا التأريخ بالهجرة من قول الله – تعالى -: ) لَمَسجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقوَى مِن أَوَّلِ يَومٍ, أَحَقٌّ أَن تَقُومَ فِيهِ [ التوبة : 12).
ومهما يكن من أمر فقد استقر هذا التأريخ في أمة الإسلام منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وأصبح التأريخ بالهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة ، ووقع عليه إجماع الصحابة رضي الله عنهم ، فمن خالفه فقد شاق الله ورسوله وسلك غير سبيل المؤمنين ، لأنه تميزت به أمة الإسلام عن غيرها من الأمم.
إذا قامت الدنيا تعد مفاخراً *** فتاريخنا الوضاء من الهجرة ابتدا
وقد قال تعالى: ) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [ {البقرة: 189} وقال تعالى: ) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ [ {التوبة:36} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. رواه البخاري.
وقد ذكر القرطبي – رحمه الله تعال – في التفسير: أن الله تعالى وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على ما رتبها عليه يوم خلق السموات والأرض وأنزل ذلك على أنبيائه في كتبه المنزلة وهو معنى قوله إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا . اهـ
ثم ذكر القرطبي – رحمه الله تعالى -: أن هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط… اهـ
إذا نحن مسلمون وقد وثق تاريخنا بالهجرة ، فهل تساآلتم يوما معشر المفتيين وأقمتم الدنيا ولم تقعدوها إرجاعا لكرامتنا التي ضاعت يوم ضيعنا تاريخنا ؟، أم هو التباكي على تأريخ جاهلي لاعلاقة له بالإسلام ، إرضاء لمن بيده السيف ، ولو كان السيف بيد خليفة راشد وإمام مصلح لحرمتم التأريخ بغير الهجري !!!
لأنه النقطة الفاصلة في بناء حياتنا الإسلامية وتمييزا لها من الجاهلية الجهلاء وإقبالا على الله بإسلام لايحمل أعراف الجاهلية وطقوسها ، حتى لانعود إلى عبادة الطبيعة والاحتفاء بمظاهر الوثنية ، ونرجع إلى الظلمات بعد أن رأت أعيننا النور ، واشرقت قلوبنا به .
ومن المعلوم أن الأمة الإسلامية لم تُعرف بترك التأريخ بالهجري إلا قبل قرن من الزمان أوأقل كما ذكر الشيخ العلامة المحدث أحمد شاكر ، بعد ان تغلغل الاستعمار في ربوع ارضنا وفرض علينا منهج حياة جديد يقوم على تغيير كل شيء يذكرّنا بأمجادنا وتاريخنا وحضارتنا، فغير نمط التعليم ، وظَاهَرَ اهل الشرك والبدع على أهل الصلاح والإصلاح ، وكوَّن طوابير من دعاة الجهل في كل واد .
هل في الناير أكلات خاصة ؟:
قال المؤرخ: للناير أكلات خاصة على رأسها طبق “تمغطال” يتكون من البقوليات، ثم طبق الكسكسي مع لحم الدجاج أو الأرنب، في حين يذبح البعض ديكا كان يربيه أمام المنزل استعدادا لهذه المناسبة.
قلت : لانجادل في أن الأصل في الأطعمة الإباحة مالم يرد التحريم ، وقد يسر الله لي في ذلك كتابة كتاب يسر الله طبعه حتى لايتعالى متعال ويقول لست تعرف هذه الأحكام.
دعونا نبدأ من تعيين بعض الأطعمة خصيصا لهذه المناسبة ، فلماذا يخصص البعض تربية ديك لهذه المناسبة وكأنه كبش الأضحية فمن أجاز تخصيص هذا اليوم بهذه الأكلة ألاترون فيها محاكاة لشعيرة دينية ، فتكون تلك مقابلها ) ولكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه [ فإما أن يكونوا من المسلمين فلايغيروا النسك ولايربطوا عقدة إلا بشرع وعلم ، وإلا فإن ذلك مما أهل به لغير الله وقد علمتم حرمته قال تعالى : ) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ [ من الاية (173) من سورة البقرة.
قال المؤرخ: وتجتمع الأسرة على عشاء النّاير الذي يجب أن يكون وفيرا وأن يأكل الجميع حتّى الشبع لأنّ من لا يشبع في الناير يبقى جائعا طول العام، حسب المعتقدات السائدة حول هذه.لمناسبة.
قلت : فمتى كان الشبع ممدوحا في ديننا ، ولو فرضنا أنه مباح مالم يؤد ضررا فيحرم .
ولكن انظروا إلى مابعدها فمن لم يشبع بقي جائعا طول العام ، وهذه الخرافة كانت موجودة عندنا نحن العرب في ليلة الناير ، يقولون لنا كلوا واشبعوا فإن فيه (لمّاسة ) بتشديد الميم تتلمس من كان جائعا فإنها ستقتله ، فهل هذه الخرافات من الإسلام في شيء؟ .
قال المؤرخ: معتقدات ومهرجان
ويعتقد الأمازيغ أن تأريخ السنة الأمازيغية بدأ بانتصار القائد الأمازيغي ششنق على الفراعنة عام 950 قبل الميلاد، والذي أسس الأسرة الثانية والعشرين للبرابرة التي حكمت مصر، وجعل الأمازيغ هذا النصر بداية تقويمهم الذي وصل الآن 2960 الموافق 2010 م.
قلت : يامعشر من أفتى وأفنى عمره في التبرير وأبلى ، متى كانت الأمة العربية محتاجة إلى أبي لهب فتحتفل به في أيامها ، ومتى كان في الإسلام للأمازيغ يوما تحتفل بششنق فرعون طاغية قد عبد من دون الله وبنيت له التماثيل الممجدة والأصنام المهددة لعقيدة التوحيد ) واجنبني وبني أن نعبد الأصنام [ .[إبراهيم: 35].
لو كان في الإسلام فخر لأمجاد مشركين ففي العرب الذين بعث فيهم الهدى نماذج من شخصيات لها تاريخ وتمجيد ، ولكنها من حمم جهنم فكيف نفتخر بها أعاذنا الله وإياكم من جاهلية تجد لها مفتين باسم الإسلام .
قال المؤرخ : ففي منطقة بني سنوس بولاية تلمسان بغرب الجزائر، حيث تروي الأسطورة الأمازيغية أن معركة انتصار ششنق وقعت فيها، ينظم سنويا مهرجان “أيراذ أي” (مهرجان الأسد) بمناسبة الناير.
قلت : عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: ” نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي ﷺ فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. فقال رسول الله ﷺ: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم” رواه أبو داود. وإسناده على شرطهما.
نعم إنه السنن حذو القذة بالقذة مافعلته الجاهلية وأصحاب (الديانات) السابقة من تحريف يتبعهم فيه فئام من هذه الأمة ولاحول ولاقوة إلا بالله ، وهناك طائفة من أهل الإلحاد قليلة في الأمازيغ هي التي تنفخ في نار القومية والعصبية الجاهلية لترد الناس عن دينهم رغم أن الكثرة من الأمازيغ بحمد الله مسلمون ينافحون عن دينهم .
وقال المؤرخ : يتمثل ذلك المهرجان في عرض مسرحي يؤدي فيه شخصان دوري الأسد واللبوءة بأقنعة جلدية وحلة من أغصان الشجر، وينتهي بولادة اللبوءة شبلا، وهو دلالة القوة والخصوبة وتجدد الحياة.
قلت : والحمد أنهم مازالت في عالمهم اللبوءة تلد من الأسد وأخشى أن تأتيي أيام فتطمس العولمة هذا المعلم فيلد الأسد من الأسد .
ولذلك نرى هذه الأيام تلك المسرحيات التي تمثل الحيوانات والطبيعة ، ويلبس فيها أناس لبوس الحيوانات ، يابني آدم لقد كرمكم ربكم ولوشاء لأتبت لكم ذيولا تجرونها ولاتنكرونها .
قال المؤرخ : وفي ختام المهرجان توزع الأغذية على الناس تعبيرا عن التضامن فيما بينهم، وينتهي المهرجان بالدعاء والتضرع إلى الله ليكون العام الزراعي الجديد وفير المحاصيل.
قلت : الحمدلله ، ومامثل هذه المهرجانات إلا كمثل التلفزيونات الحكومية تبدأ بالقرءان وتنتهي بالقرءان ومابينهما لاصلة له بالدين ولا القرءان .
قال المؤرخ :والباحث محمد أرزقي إن “مهرجان إيراذ كان وثني الطقوس ولكن مع دخول الإسلام إلى شمال أفريقيا تم تهذيبه بالدعاء إلى الله ليمّن على الناس بالسلم والهناء والذرية الصالحة والخيرات”.
قلت: ـ وشهد شاهد من أهلها كان وثني الطقوس ولكن تم تهذيبه بالدعاء ، اللهم مُنَّ علينا بالهداية حتى لانرقع ثوب الإسلام الممزق بالجاهلية النكراء، والطقوس الوثنية .
قال المؤرخ: وفي احتفال الناير هناك أعمال يجب القيام بها لإرضاء الأرواح الخفية، حسب اعتقاد الأمازيغ، بتقديم القربان بإسالة دم ديك أو أرنب، ونثر كميات من الطعام في أماكن خارج البيت وداخله وذلك لاستعطاف تلك الأرواح.
قلت : وهنا وقف حمار الشيخ في العقبة وسقطت جميع قواعد الفقه التي يسردها بعض الفضلاء ، في كتبهم وفي رواق الفضاء الأزرق ، فهاهم بملء الفم ، ” هناك أعمال يجب القيام بها ( والأمر للوجوب ) لإرضاء الأرواح الخفية( لا لإرضاء الله تعالى ) ، ومن تكون هذه الأرواح الخفية سوى الشياطين من الجن ، قال تعالى : ) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) [ .
قال المؤرخ : حسب اعتقاد الأمازيغ، بتقديم القربان بإسالة دم ديك أو أرنب، ونثر كميات من الطعام في أماكن خارج البيت وداخله وذلك لاستعطاف تلك الأرواح.
قلت : احيل الفتوى إلى أصحاب الصدارة في تحليل الأعياد الجاهلية ، فهل يجوز ذبح عصفور فما فوقه لغير الله تعالى ، ألم يدخل رجل النار في ذباب قربه لوثن يعبد من دون الله تعالى كما في حديث رواه أحمد وغيره .
(ونثر كميات من الطعام في أماكن خارج البيت وداخله) لماذا ؟: قال المؤرخ : (وذلك لاستعطاف تلك الأرواح.) ياسبحان الله ، إني لأعجب من قوم يفتون في مسائل لو سئل عنها أهل بدر لاحتاجوا لمناقشتها ، أقول اتقوا الله يامن تفتون للناس وتبررون لهم وسائل الشرك فإن محمدا صلى الله عليه وسلم جاء بالبينات والهدى ،وتركنا على المحجة البيضاء لايزيغ عنها إلا هالك فلاتهلكوا أنفسكم ولاتُهلكوا ، ألم تعلموا أن الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل ، فكيف بظاهره الذي ترونه وتجيزونه .
ثم ألم تقفوا على السبب الذي نهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم الأوس والخزرج وهم خير أهل الأرض يومئذ عن الاحتفال بيومين من أيام الجاهلية ، أم أن موازين الشرع تغيرت ، فلانغضب الزبائن ، وننظر إلى الباطل من القول ، فننفقه تدليسا وبهرجا .
اتقوا الله أيها المسلمون يامن رضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ولايغرنكم من ضل عن سواء السبيل يبتغي رضا الخلق ويدلس على الخالق : ) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) [ آل عمران .
قال المؤرخ: يحظر خلال احتفالات الناير غسل صحون وقدور الطعام والملاعق ونفض طبق الخبز وكنس البيت وإخراج جذوة النار منه واللغو والكلام البذيء كي لا تنفر الأرواح الطيبة
|
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم شيخنا ونفعنا بعلمكم