بعض طلبة العلم لا يُذكر له أحد إلاَّ وحطَّ من قدره …
12-04-20211492 مشاهدة
أكتفي بقصَّة عجيبة ذكرها الأديب العلاَّمة البُلداني “ياقوت الحموي” فقد زار في عنفوان شبابه بلدةَ آمِد – مدينة في جنوب شرق تركيا، وغالب سكانها من الكرد – في عام 593هـ، وذلك ليلتقى فيها أحدَ المنتسبين للعلم. فقال عنه ياقوت الحموي: “كان من العلم بمكانٍ مَكين، واعْتَلَقَ مِن حِباله برُكْنٍ ركين، إلا أنه كان لا يُقيمُ لأحَدٍ مِن أهل العلم المتقدمين ولا المتأخرين وزناً، ولا يعتقد لأحدٍ فضيلة، ولا يُقِرّ لأحدٍ بإحسان في شيءٍ من العلوم ولا حسن، فحضرتُ عنده، وسمعتُ مِن لفظِه إزراءَه على أولي الفضل، وتَنديدَه بالمعيب عليهم بالقول والفعل، فلما أبرمني وأضْجَر، وامتدّ في غَيّهِ وأصْحَر؛ قلت له: أما كان في مَنْ تقدَّم -على كثرتهم وشغف الناس بهم- عندك قطّ مجيد؟ فقال: لا أعلم إلا أن يكون ثلاثة رجال: – المتنبي: في مديحه خاصة، ولو سلكتُ طريقَه لما بَرزَ علَيّ، ولسُقت فضيلتَه نحوي ونسبتها إليّ! – والثاني: ابن نُباتة في خُطَبه، وإن كانت خطبي أحسن منها، وأسيَر وأظهر عند الناس قاطبةً وأشهر! – والثالث: الحريري في مقاماته!” معجم الأدباء (6/ 199-200). فلاحظ ذلك المغرور الشاطح فإنَّ من امتدحهم؛ ما خلاَّهم في حالهم؛ بل أثنى على نفسه وبيَّن أنَّه أفضل منهم!! والسؤال الآن: من هذا الشخص المُعجب بنفسه؟! وهل ترون له ذكر أو أثر؟! لقد انطمست سيرته؛ وهكذا كلُّ طالب علم لا يُذكر له أحد إلاَّ ونبزه ولمزه وهمزه؛ فاعلم أنَّه لن يُفلح وسينسى ذكره!! “
عافانا الله من الهمز واللمز وسوء المنقلب