خلاصة في مبحث التشبه بالكفار
28-01-2021 1446 مشاهدةخلاصة في مبحث التشبه بالكفار
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) المائدة/51.(مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)
قال شيخ الإسلام : وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المُتَشَبِّه بهم …فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر….وبكل حال يقتضي تحريم التشبه” “اقتضاء الصراط المستقيم” (1/270 ).
## المقصود بالتشبه : (( هو محاكاتهم في شيء من عقائدهم أو عباداتهم أو عاداتهم المختصة، أو غير ذلك من أنماط سلوكهم التي تكون من خصائصهم، والتي يتفردون بها دون غيرهم، والتي عرفوا بها وصارت شعاراً عليهم ))
## ضابط التشبه :
1- كل ما كان من خصائص الكفار الدينية والعادية فإنه يحرم التشبه بهم فيه مطلقاً دون الالتفات إلى القصد
2- المخالفة للكفار تكون في أصل الفعل أو في وصفه .!
مثال في أصله : كعيد الميلاد عند الكفار أو ما يسمى بعيد رأس السنة فهذا ليس مشروعاً من أصله، فعندئذٍ لا يجوز لنا أن نفعله أصلاً.
مثال في وصفه : الصوم عموما : نحن نصوم واليهود يصومون لكن الفرق بين صومنا وبين صوم أهل الكتاب أكلة السَّحَر.
مثال آخر : صوم عاشورا نحن نصومه ويهود يصومونه لكنَّه في أصله مشروع لنا , فعندئذٍ نخالفهم في وصفه بصوم يوم التاسع
3- كل ما زال اختصاصه بالكفار من العادات فإنه ليس من التشبه
مثاله : أمور الدنيا من الصناعات – التجارات – الطبخ والأكل على الطاولات – اللباس وغير ذلك ..
مالم يكن من عاداتهم الخاصة بدينهم
## الحكمة من النهي عن التشبة:
1- أعمال الكفار الدينية باطلة فالتشبه بها ضرر وفساد
2- أن التشبه بهم يأدي إلى تبعية وخضوع المسلمين لهم فالتشبه بالغير دليل على الضعف النفسي ، والهزيمة النفسية والشريعة لا تقبل من المسلمين أن يعلنوا تلك الهزيمة ، حتى وإن كانت واقعاً .
3- التشبه بهم إعلان بالاعتراف بالهزيمة وإعلانها يزيد الضعيف ضعفاً ، ويزيد القوي قوة ، وهذا قد يكون من أكبر العوائق على نهوض الضعيف وتصحيحه لمساره.!!
4- التشبه بهم يورث الاختلاط وارتفاع التمييز بين المسلمين والكفار وإضعاف هذا الأصل من أصول الدين يضيع معه أص عظيم وهو البراءة من الكفار وبغضهم
5- المشابهة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي وقد يصل الأمر إلى أن يعتقد اعتقادهم ، أو يرى تصحيح مذاهبهم وآرائهم ، فبين الظاهر والباطن ارتباط وثيق ، ويؤثر أحدهما على الآخر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة ، توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي ، وقد رأينا اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين ، هم أقل كفراً من غيرهم ، كما رأينا المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى ، هم أقل إيماناً من غيرهم” ا. اقتضاء الصراط المستقيم (1/548)
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : “لأن المشابهة في الزي الظاهر تدعو إلى الموافقة في الهدي الباطن كما دل عليه الشرع والعقل والحس ؛ ولهذا جاءت الشريعة بالمنع من التشبه بالكفار والحيوانات والشياطين والنساء والأعراب” الفروسية ص(122)
6- المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشابكا في الأعمال والأخلاق..!!
7- التشبه بهم يورث المودة والمحبة لهم ولدينهم فالتشبه في المظهر الخارجي ملازم للمحبة والولاء القلبي ، فلا يتشبه الإنسان إلا بمن يحبه ، والمسلمون مأمورون بالبراءة من الكفار بشتى أنواعهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في “اقتضاء الصراط المستقيم” (1/549) : “المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة ، وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة” انتهى
## مظاهر التشبه بالكفار
1- انتشار التعطيل : تعطيل الكون عن خالقه ومنه (( الإلحاد ))
2- تعطيل الرب عن أفعاله وصفاته
( الوجودية – الحلولية – الإتحادية – الجهمية – المعتزلة – – الرافضة – الصوفية – فرق الباطنية – الأشاعرة)
3- انتشار بدعة التشبيه
4- الرضا بالتحاكم لغير الله
5- تحريف النصوص لفظا ومعنى
6- اعتقاد جواز الاستغاثة البدعية بالمخلوق
7- ادعاء النبوة ( البهائية – القاديانية )
8- ظهور الرهبنة الصوفية وادعاء رفع التكاليف
9- انتشار البدع والتعبد بما لم يشرع كالأعياد المحدثة المكانية والزمانية .
## أسباب التشبه بالكفار
1- الجهل بالشرع والدين عند عموم المسلمين
2- الانحراف العقدي عند العامة وبعض الخاصة
3- التعصب المذهبي الأعمى
4- الركود العلمي والفكري في الأمة
5- التنازع السياسي المؤدي إلي ضعف حكام المسلمين
6- سوء الحالة الاقتصادية مما يؤدي الى الانبهار بالكفار
7- سيطرة الكفار على المناهج الدراسية في البلاد الإسلامية
8- سيطرة الكفار على الإعلام بكافة أنواعه
9- سيطرة الكفار على الحُكَّام في كافة بلاد المسلمين..!!
## آثار التشبه بالكفار
1- انحسار المفهوم الشامل للدين وجعله في العبادات البدنية فقط بدلا أن يكون منهج حياة ..!
2- ضعف الايمان بالله وبرسوله وبدين الإسلام
3- انتشار فكر التشكيك في الثوابت الدينية
4- انتشار دعوات فصل الدين عن الدولة خوفا مما صنعته الكنائس سابقا
5- التحاكم إلى القوانين الوضعية لدورأهل الكتاب في تنحية التحاكم للشريعة الإسلامية
6- زيادة غربة الاسلام في بلاد المسلمين بضياع تميز المسلم
7- صعوبة الدعوة الى الله تعالى بسبب الغربة
8 – نسف عقيدة الولاء والبراء التى هي أصل من أصول الدين
9- فساد المناهج التعليمية – مراعاة لخاطر الكفار- بإهمال المواد الدينية والتقليل من شأن اللغة العربية ومدرسيها وصبغ العلوم بالصبغة الإلحادية
## العلاج
1- نشر الوعي الديني بين المسلمين عموما
2- نشر مثل هذه المسائل العقدية في المحاضرات والخطب والمقالات والكتب خصوصا
3- تقوية الوازع الإيماني و إحياء روح المسئولية وترك الدِّعة واللا مبالاة
4- إحياء مبادئ الكرامة والعزة عند المسلمين وترك الذل والتبعية واذلال النفس لغير الله
5- تقوية رابط الأخوة الدينية بين المسلمين
6- إحياء فريضة إنكارالمنكر على قدر الاستطاعة ولو بهجرالمنكروترك أماكن المنكرات
7-هجر قرناء السوء وترك البطالين وعدم مصاحبة ركيك الدين
8- بيان أهمية العزة في حياة المسلم كالاعتزاز بالله وبالدين وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم
9- بيان خطورة التشبه بالكفار ووجوب البراء منهم ومن دينهم بنشر الفتاوى والخطب والكتب والكتيبات والمقالات في ذلك
كتبه : الفقير إلى الله صابر دياب