وفاء كلب .
09-12-2020 2400 مشاهدة
ذكر الإمام أبو الفرج بن الجوزي في بعض مصنفاته، أن رجلا خرج في بعض أسفاره فمر على قبة مبنية أحسن بناء، بالقرب من ضيعة هناك، وعليها مكتوب: من أحب أن يعلم سبب بنائها، فليدخل القرية. فدخل القرية، وسأل أهلها عن سبب بناء القبة، فلم يجد عند أحد خبرا من ذلك، إلى أن دل على رجل قد بلغ من العمر مائتي سنة، فسأله فأخبره عن أبيه أنه حدثه أن ملكا كان بتلك الأرض، وكان له كلب لا يفارقه في سفر ولا حضر، ولا نوم ولا يقظة، وكانت له جارية خرساء مقعدة، فخرج ذات يوم إلى بعض منتزهاته وأمر بربط الكلب لئلا يذهب معه، وأمر طباخه أن يصنع له طعاما من اللبن كان يهواه، وأن الطباخ صنعه وجاء به فوضعه عند الجارية والكلب وتركه مكشوفا، وذهب فأقبلت حية عظيمة إلى الإناء، فشربت من ذلك الطعام وردته وذهبت.
ثم أقبل الملك من منتزهه، وأمر بالطعام فوضع بين يديه، فجعلت الجارية تصفق بيديها، وتشير إلى الملك أن لا يأكله فلم يعلم أحد ما تريد، فوضع الملك يده في الصفحة، وجعل الكلب يعوي ويصيح، ويجذب نفسه من السلسلة، حتى كاد أن يقتل نفسه، فتعجب الملك من ذلك وأمر بإطلاقه فأطلق فغدا إلى الملك وقد رفع يده باللقمة إلى فيه فوثب الكلب وضربه على يده فأطار اللقمة منها فغضب الملك، وأخذ خنجرا كان بجنبه، وهم أن يضرب به الكلب، فأدخل الكلب رأسه في الإناء، وولغ من ذلك الطعام، فانقلب على جنبه وقد تناثر لحمه. فعجب الملك ثم التفت إلى الجارية، فأشارت إليه بما كان من أمر الحية. ففهم الملك الأمر وأمر بإراقة الطعام، وتأديب الطباخ على كونه ترك الإناء مكشوفا، وأمر بدفن الكلب وببناء القبة عليه، وبتلك الكتابة التي رأيتها. قال: وهي من أغرب ما يحكى.
تعليقات المستخدمين
Subscribe
Login
0 تعليقات