لماذا يحسدون الإمام على راتبه الهزيل
28-10-2020 1077 مشاهدة
الأئمة والمجتمع
نحن نعلم أن للإمام دورا بارزا في المجتمع المسلم وللأسف نستغرب حين يطالب البعض بتقليل ذلك الدور الحيوي والمهم.
كتب أحدهم أن الأئمة والمؤذنين لا يحتاجون تحسينا لرواتبهم وأنهم معفون من الكهرباء والماء ولديهم سكن مجاني وتذاكر سفر وضمان صحي… الخ.
وانني لأستغرب من البعض حينما يهتم كثيرا بتقليل شأن هؤلاء الأئمة (إمام: هو الإمام، او هو المؤذن حسب تصنيف الأوقاف) ويحسدهم حتى على رواتبهم البسيطة..لماذا؟!.
راتب الإمام 4800 ريال وراتب المؤذن 3800 ريال فقط وهم من خيار الناس في المجتمع وتفضيلهم ذكر في السنة النبوية وهم من يمكن ان يسيّر المجتمع في الاتجاه الصحيح او العكس..
لا اعرف لماذا لم ينتقد ذلك الكاتب الملايين التي تصرف لمن يفسد في المجتمع ويسيء اليه..
وركز اهتمامه على الرواتب «الفتافيت» التي تعطى للأئمة واهتم كثيرا بسكنهم المجاني الذي لا يتعدى غرفتين صغيرتين ملحقتين بالمسجد، ويحسدهم حتى على الكهرباء التي تأتيهم من المسجد..!!. ويقول ان لديهم تأمينا صحيا وهذا بالطبع باطل وغير صحيح فهم يدفعون 100 ريال السنوية كغيرهم للبطاقة الصحية.
اما التذاكر السنوية فلله درّهم؛ يحصل الأمام صاحب العقد الخارجي على تذكرة واحدة فقط دون عائلته ولم يطبق هذا الإجراء الا منذ عام 2010.
والكثير من الأئمة بعقود داخلية يعني بلا تذاكر..!!
لا اعرف لماذا هذا الحسد لصفوة الناس وكأن الكاتب يصرف من جيبه، فإن كنت حريصا جدا على عدم التبذير وتهتم بمصلحة الوطن، فأين أنت من عقود العمل التي بها مئات الألوف من الريالات كرواتب شهرية والعديد من الامتيازات الخيالية التي لا يحلم بها اي قطري مهما كان علمه او درجته الوظيفية..
يحصل الخطيب على مبلغ 600 ريال في الشهر والتي يمكن ان تصرف في عشاء واحد بأحد المطاعم الفاخرة من قبل اصحاب العقود التي لا يهتم بها الكاتب ولا يبحث عنها.
كيف يمكن ان يوزع الإمام راتبه المتواضع في ظل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية، أما الكمالية فهو لا يعرفها وبعيدة عن متناوله..
لا اعتقد أن ذلك الكاتب يشعر بأن مثل هذا الضعف في الرواتب ينعكس على اداء الخطيب او الإمام ويجعله يبحث في كل مكان عن فرصة عمل أخرى بموافقة الأوقاف، وبالطبع سيؤثر بأي حال من الأحوال على الالتزام بنوعية الخطبة ومحاكاتها للواقع، وكذلك لن يهتم بعمله الأساسي كإمام للمصلين ونحن نلاحظ الآن تغيب الكثير من الأئمة عن صلاة الظهر والبعض منهم عن العصر لعودته من عمله متأخرا وخاصة ممن يعمل مدرسا وقد ينسحب ذلك على صلاة الفجر لقلة النوم والاستعداد للعمل في اليوم التالي، مع امكانية عدم الاهتمام بالدروس وخلق روح تعاونية مع افراد المجتمع وغير ذلك من الفوائد التي يمكن ان يحققها الإمام.
مايزيد الطين بلة ان وزارة الأوقاف لا تفرق بين الإمام القديم والإمام الجديد فالرواتب ثابتة ويتساوى الجميع دون فرق المدة الزمنية او الخبرة والمعرفة ولا تهتم نهائيا بأي امتيازات للإمام المجتهد والإمام غير ذلك، فالتقييم لا يؤخر ولا يقدم وانما هو تضييع وقت واستكمال بيانات وخلق حساسية بين الأئمة دون فائدة، ثم ترمى بزر DELETE ليعود التقييم من جديد في السنة القادمة..!!
كل ذلك يعود علينا نحن افراد المجتمع بأثر سلبي قد يؤدي الى ضعف الوازع الديني وعدم الاهتمام ببيوت الله وعمارتها.
فحين نطالب بزيادة الرواتب للأئمة إنما هو حفظ لتواجد الإمام والالتزام ببناء مجتمع مسلم متكامل.
الإمام ليس لاعب كرة ولاممثلا مهرجا ولاسفيها يسطو على أموال الشعب فلذلك سيعيش فقيرا ونسأل الله ألا يحرم الأئمة من النعيم المقيم وأن يصلح نياتهم آمين .