كيف تتخلص من السحر

27-10-2020 1126 مشاهدة

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تتخلص من السحر ؟

 

بقلم أبي سليمان مختار بن العربي مومن 

 

تعريف "السحر" وبيان حقيقته:   
السِّحر: في اللّغة:  يطلق على ما خفي ولطف سببه, لذلك تقول العرب في الشديد الخفاء : أخفى من السحر.

 وهو في الاصطلاح الشرعي كما يقول ابن قدامة في المغني:" عُقَدٌ ورُقَى يتكلَّم به و يكتبه, أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له".[1]

 والسّحر له حقيقة وتأثير, وقد يموت المسحور أو يتغير طبعه وعاداته, وله تأثير في إيلام الجسم وإتلافه, وهذا هو الذي عليه عامة العلماء ويدل عليه الكتب والسنة الصحيحة[2].

 والسحر منه ما يكون بهمّة الساحر مع استعانته بالشيطان الذي يعينه على الفساد والإفساد فتتحد نفس الساحر مع نفس الشيطان فيحدث عند ذلك الفساد والإفساد, وهو مبني على أقوال وأعمال مخصوصة تصدر من الساحر تؤثر في الآخرين بقدرة الله, وهو النوع الأول من السحر.     
والثاني: وهو سحر الطلسمات: وهو عمل يقوم به الساحر بمساعدة الشيطان أو بناء على أمره على الورق أو القماش أو المعادن ونحوها, بشكل مخصوص وفي وقت مخصوص وبحجم وصورة معينة لضرر نفر أو أكثر في شخصه أو ما يملكه. وهذه من أهمّ أنواع السحر .

 

قال المصنف رحمه الله تعالى:                                                         (وكذلك) يقتل (الساحر ولا تقبل توبته) بعد أن ظهر عليه. أمّا إن جاء تائبا قبل أن يظهر عليه فتقبل توبته.

حكم السحر وبيان خطره:

اعلم أن السحر لا يتمّ إلا بالاستعانة بالشياطين والعبودية لها بالقول والفعل وتناول المحرمات والخبائث ونحو ذلك, وهذا كله كفر وشرك لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يأتيه.  
والأدلة على كفر الساحر كثيرة منها:   

قال تعالى:]وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ[[3]،  ووجه الاستدلال بالآية أنّها رتبت الحكم وهو الكفر على الوصف المناسب وهو السحر, وهذا مُبين بأنّ العلة في الكفر هو السحر.                                 
وقال تعالى:  ] وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَواْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ  [ [4] ودلالة الآية على المطلوب من وجوه:                 

1- التّصريح بأن تعلمه كفر بقوله: (فَلاَ تَكْفُرْ)يقول صديق حسن خان :" الآية دليل على أنّ تعلّم السّحر كفر, وظاهره عدم التّفريق بين المعتقد وغير المعتقد وبين من تعلّمه ليكون ساحراً ومن تعلّمه ليقدر على دفعه"[5] .

2-  أن السحر لا نفع فيه وما كان لا نفع فيه فإن الله لا يبيحه لعباده.     
3-  التّنصيص على أنّ من اشتراه ماله في الآخرة من خلاق, والخلاق النّصيب, والذي ليس له في الآخرة نصيب هو الكافر.               
ج ـ قال تعالى :  ] وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [ [6] ونفي الفلاح هنا يعم جميع الفلاح في الدنيا والآخرة وهذا دليل على كفره لان الفلاح لا ينفى بالكلية إلا عن الكافر الذي لا خير فيه.
وقد أجمع العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه, قال ابن قدامه رحمه الله :" تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافا بين أهل العلم"[7], وقال الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر:" الكبيرة الثالثة في السحر, لأنّ الساحر لابد وأن يكفر قال تعالى: ] وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [ [8]… إلى أن قال: فترى خلقا كثيراً من الضّلال يدخلون في السحر ويظنونه حراماً فقط, ولا يشعرون أنه الكفر,ويدخلون في تعليم السيمياء ـ نوع من السحر ـ وهي محض السحر, وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر, وفي محبّة الرّجل للمرأة وبغضها له, بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال"[9]].

وقال الشيخ حافظ حكمي:" وقد علم أن السحر لا يعمل إلا مع كفر بالله"[10] .  و قال الشيخ الشنقيطي : " التحقيق في هذه المسألة – يعني تكفير الساحر – هو التفصيل . فإن كان السحر مما يعظم فيه غير الله كالكواكب والجنّ وغير ذلك مما يؤدي إلى الكفر فهو كفر بلا نزاع،  ومن هذا النوع سحر هاروت وماروت المذكور في سورة " البقرة " فانه كفر بلا نزاع .. وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواصّ بعض الأشياء من دهانات وغيرها فهو حرام حرمة شديدة ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر. هذا هو التحقيق إن شاء الله تعالى في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء ."[11]

عقـــوبة السَّاحر: 

اختلف أهل العلم في عقوبة الساحر فذهب الحنفية إلى أنّ الساحر يقتل في حالين:  الأول: أن يكون سحره كفرا, والثاني: إذا عرفت مزاولته للسحر بما فيه إضرار وإفساد ولو بغير كفر .

وذهب المالكية إلى قتل الساحر, لكن قالوا: إنما يقتل إذا حكم بكفره , وثبت عليه بالبينة لدى الإمام[12] , وعند الشافعية: إن كان سحر الساحر ليس من قبيل ما يكفر به, فهو فسق لا يقتل به،  إلاّ إذا قتل أحداً بسحره عمداً فإنه يقتل به قصاصاً .                                                                           وذهب الحنابلة إلى أن الساحر يقتل حدّاً ولو لم يَقْتُلْ بِسِحْرِهِ أحدا, لكن لا يقتل إلاّ بشرطين: الأول: أن يكون سحره مما يحكم بكونه كفرا مثل فعل لبيد بن الأعصم , أو يعتقد إباحة السحر . الثاني: أن يكون مسلماً, فإن كان ذميّا لم يقتل ; لأنه أقرَّ على شركه وهو أعظم من – السحر , ولأّن ( لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم  فلم يقتله ) .

واستدلّ من رأى قتل الساحر بأنه مرتدّ،  والمرتد كافر وحكمه القتل،  لقوله صلى الله عليه وسلم  : «  من بدّل دينه فاقتلوه »  رواه البخاري[13] .

وقد روي عن عمر رضي الله عنه   أنه كتب كتاباً قبل موته بسنة " أن اقتلوا كل ساحر وساحرة " قال الراوي : فقتلنا ثلاث سواحر في يوم "رواه أحمد وأبو داود[14] . كما روي قتل السحرة عن عدد من الصحابة منهم عثمان وابن عمر وأبي موسى وقيس بن سعد y،   ومن التابعين سبعة منهم عمر بن عبد العزيز رحمهم الله تعالى .

قال الشيخ  الشنقيطي : " والأظهر عندي أنّ الساحر الذي لم يبلغ به سحره الكفر ولم يقتل به إنسانا أنه لا يقتل . لدلالة النصوص القطعية،والإجماع على عصمة دماء المسلمين عامة إلا بدليل واضح . وقتل الساحر الذي لم يكفر بسحره لم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم،  والتجرؤ على دم مسلم من غير دليل صحيح من كتاب أو سنة مرفوعة غير ظاهر عندي. والعلم عند الله تعالى،  مع أن القول بقتله مطلقا قوي جدا لفعل الصحابة له من غير نكير " [15].

يقول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي[16]  :

 واحكم على الساحر بالتكفير
 كما أتى في الـسنّة المصرّحـة
عن جندب وهـكذا في أثـر
وصحّ عن حفصــة عند مالك

 

  وحـدُّه القتـل بلا نكـير
  مما رواه الترمذي وصحّـحه
  أمر بقتلهم روي عن عـمر
  ما فيه أقـوى مرشـــد للسّالك

 

        

هذه بعض الشّذرات حول  هذا الموضوع الكبير الذي عمّ خطره وتعدّى ضرره, حتى صار له في عصرنا إعلام،   وضلّ في طريقه أعلام،    فأسأل الله العظيم أن يقيني وإيّاك شرّ الأشرار وكيد الفجار وأن يرفع الضرّ عن المتضررين بالسحر وغيره آمين.

 

 طرق الوقاية من السحر:              

خير علاج للسّحر أن يتقيه المرء قبل وقوعه إذ الوقاية خير من العلاج, والساحر إنسان ضالّ يحبّ الشّرّ والإفساد, وهو يستعين على أغراضه الفاسدة بالشيطان, وقد بين القرآن كيف يحصن المسلم نفسه من الشيطان وأعوانه وأتباعه ومن ذلك:                                             1-  تجريد التّوحيد لله والتّرحل بالفكر في الأسباب إلى المسبّب وأنّ كلّ ما حوله بيد الله وأن لن يضرّه شيء ولا ينفعه إلاّ بإذن الله قال تعالى: ] وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ  [ [17]     .

2- الاستعاذة بالله من الشّيطان قال تعالى:  ] وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ*وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ [ [18].

3-  تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه قال تعالى:  ]  وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا [ [19]، وقال تعالى:  ] وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [[20].

4 – التّوكل على الله والاعتماد عليه وهو من أقوى الأسباب في دفع كل الشرور عن العبد فمن يتوكل على الله فهو حسبه وكافيه قال تعالى: ] وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ  [ [21]     .

5-  المحافظة على الأذكار اليومية من أذكار الصباح والمساء والنوم ونحوها, والتهليل مئة مرة في اليوم, وقراءة آخر آيتين من سورة البقرة, وآية الكرسي وغيرها من التحصينات الواردة في الكتاب والسنة.                                         

 طرق علاج السحر:                   

ما أنزل الله من داء إلا وله دواء،   وقد جعل الله للسحر كغيره من الأدواء أسباباً لإزالته ورفعه ومن ذلك:                                   

1-  وهو من أعظم الأسباب وأقواها على الإطلاق وهو سؤال الله تعالى أن يرفع عنه ما به من داء ويلجأ إلى الله بصدق وإخلاص ويتحرّى أسباب الإجابة ومواطنها قال تعالى: ]  أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [ [22].

2-  الرُّقى والتّعاويذ الشرعيّة بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم   , وكلّ كلام شرعي ليس فيه شرك ولا كفر من الاستعانة بغير الله أو نحو ذلك, وأن تكون بكلام عربي مفهوم, وأن لا يعتقد فيها التأثير بنفسها وإنما هي سبب من الأسباب.    
3-  استخراج السّحر وإبطاله وهو من أبلغها وهو بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها.
4-  استعمال الأدوية المباحة التي يعرفها الأطباء وأهل العلم مثل تناول سبع تمرات من عجوة صبيحة كلّ يوم وهي تقي من السحر قبل وقوعه, و تنفع في حله بعد وقوعه كما في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم  «  من اصطبح بسبع تمرات من عجوة ـ وفي رواية من تمر المدينة ـ لم يضرّه سحر ولا سمّ ذلك اليوم إلى الليل »[23] . كذلك ما ذكره العلماء من أخذ سبع ورقات من سدر أخضر ودقِّها بين حجرين, ثم يضربه بالماء ويقرأ آية الكرسي والقواقل( قل هو الله أحد، قل أعوذ بربّ الفلق، والنّاس ), ثمّ يحسوا منه ثلاثَ حسيَات ثم يغتسل به, فإنّه يذهب عنه كلّ ما به.   
وذكر العلماء غيرها من أنواع النّشرة التي يفكّ بها السّحر.[24]،  لكن الحذر مما فيها طلاسم أو شركيات فإنّ النّعم لاتستجلب بالكفر والمعاصي ،وكذا البلاء لايدفع بالشرك والسيئات .

 5- الحجامة في المكان الذي يصل إليه أذى السحر, فإذا ظهر أثره في عضواوأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جداً.

مرحلة ما بعد العلاج :

و المريض معرَّضٌ في هذه المرحلة لتجديد السحر لأنّ كثيرا ممن يعملون السّحر إذا شعروا بأنَّ المريض ذهب لأحد المعالجين للعلاج عادوا إلى السّاحر ليجدّد لهم السحر مرّة أخرى و لذلك يجب على المريض أن لا يعلم أحد بذلك.                             و على كلّ حال يعطى هذه التحصينات.                                          أ. المحافظة على الصلاة في جماعة .                                                       ب. عدم سماع الاغاني و الموسيقى  .                                               ت. الوضوء قبل النوم و قراءة آية الكرسي.                                                   ث. البسملة عند كلّ شيء .

ج. يقول بعد صلاة الفجر "لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير "مائة مرة .                                           خ. لا يمر عليه يوم الا و يقرأ شيئا من كتاب الله عزّ و جل أو يستمع إن كان أميّا .                                                                             ح. مصاحبة الصالحين.

د. المحافظة على أذكار الصباح و المساء  .

 

 



[1] – المغني (8\15).

[2] – انظر المجموع للنووي (  19/240و الفروق للقرفي:4/149,وغيرها  )،

[3] – من الآية ( 102) من سورة  البقرة .

[4] – من الآية (102   ) من سورة  البقرة .

[5] -نيل المرام(21 )

[6] – من الآية (  69     ) من سورة  طه

[7] – المغني (10/104).

[8] – من الآية (  102  ) من سورة  البقرة .

[9] -[الكبائر/14)

[10] – معارج القبول:1/512]

[11] -وانظر التحرير والتنوير لابن عاشور (1/632-633) واضواء البيان (4/456),.

[12] – كشف المغطا لابن عاشور (328-329).

[13] –  رواه مالك مرسلا ( 1483) و قال الزرقاني (4/18)  مرسلا عند جميع الرواة ، وهو موصول في البخاري والسنن الأربعة من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس. وأخرجه البخاري 6/258  كما في فتح الباري( 3017)،، وأحمد 1/217، 282، وأبو داود 4/126،(4351) ، والترمذي 4/59، (1458)، والنسائي ، /104، ( 4060)، وابن ماجة 2/848، حديث 2535، وعبد الرزاق في مصنفه رقم 28706، من حديث ابن عباس.

[14] –  قال الحافظ( 10/236) أخرج البخاري أصل الحديث دون قصة قتل السواحر (برقم "3156)، " وأحمد في المسند

       "1/190(1657 )، وأبوداود  في الخراج «الإمارة 31 : 2» ) .

[15] –  أضواء البيان (4/55) عند تفسير قوله تعالى ( ولايفلح الساحر حيث أتى ) .

[16] – انظر معارج القبول شرح سلم الوصول للحافظ الحكمي (1/37).

[17] – من الآية (  102 ) من سورة  البقرة .

[18] – الآيتان(97-98) من سورة المؤمنون .

[19] – من الآية ( 2 ) من سورة  الطلاق  .

[20] – من الآية (120 ) من سورة آل عمران)  

[21] – من الآية (3 ) من سورة  الطلاق .

[22] – من الآية ( 62 ) من سورة  النمل .

[23] – البخاري (5130- 5443).

[24] – أنظر كلام ابن حجر في الفتح.[ فتح الباري: 10/233]
 

 

تعليقات المستخدمين

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يمكنك قراءة

  • 10 ربيع الأول 1442 هـ
    مبادئ القراءة السريعة

    مبادئ القراءة السريعة

  • 07 محرم 1443 هـ
    حكم تغطية وجه المرأة

    حكم تغطية وجه المرأة

  • 11 ربيع الأول 1442 هـ
    ماحكم التحية للعَلَم والوقوف له

    ماحكم التحية للعَلَم والوقوف له