عبر وعظات في قصة طالوت

27-10-2020 1257 مشاهدة

قصة طالوت وجالوت

الخطاب المدني (من الهجرة إلى بدر)

 

وقد ذُكِرَت في القرآن في سورة البقرة، كما أن نزولها كان قبل غزوة بدر، وكان لها عظيم الأثر في نفوس المسلمين وإعدادهم معنويًّا لمواجهة أحداث قد سبقهم في مثلها مؤمنون مثلهم، وقد كانوا قلة قليلة مثلكم أو كما ستكونون في بدر، بل إن الآثار الواردة تؤكد التطابق في العدد، كما ورد في البخاري بسنده عن البراء رضي الله عنه قال: "كنا – أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم – نتحدثُ أن عِدَّة أصحابِ بدر عدةُ أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يتجاوز معه إلا مؤمنٌ بضعةَ عشرَ وثلاثُمائة"[1]، وكما كان النصر حليف الفئة القليلة المؤمنة من أصحاب طالوت، كان النصر – أيضًا – حليف الفئة القليلة المؤمنة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حينما تغيرَتْ موازين القوى بتدخل المشيئة الإلهية وإرادتها لتحقيق النصر كما سيتبين.

 

بدأت مقدِّمات قصة طالوت بقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243]؛ (تأمَّلِ المقدمات هنا والمقدمات في بدر).

 

والقضية هنا هي قضية الموت، وهل يمنع حذرٌ من قَدَر؟ وهل الفرار من الجهاد سيُجَنِّبه الموت؟ وهل الذي يهرب من الجهاد خوفًا من القتل وحرصًا على الحياة يتحقق له ما أراد؟ يقول القرطبي في تفسيره لهذه الآية: قال ابن عطية: "وإنما اللازم من الآية أن الله تعالى أخبر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم إخبارًا عن قوم من البشر خرجوا من ديارهم فرارًا من الموت فأماتهم الله ثم أحياهم؛ ليرى كلُّ من خَلَفَ مِنْ بعدِهم أن الإماتة هي بيد الله تعالى لا بيد غيره، فلا معنى لخوف خائف، ولا لاغترار مُغْتَرٍّ، وجعل الله تعالى هذه الآية مقدِّمَة بين يدَيْ أمر المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاد، وهو ظاهر وصف الآية"[2].

 

وقد نوقشت هذه القضية في مواضع أخرى، كما في سورة آل عمران؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145]، وقال تعالى في الحديث عن غزوة أُحُد: ﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154]؛ أي: إن الله تعالى قد قدَّر لكل إنسان متى يموت وأين يموت وكيف يموت؟ فلو أنكم في بيوتكم قاعدين متخلفين وأراد الله تعالى لكم الموت قتلى في موضع مُعَيَّن، لأخرجكم إلى موضع مصارعكم، سواء بقتال أم بغير قتال؛ فلا تهربوا ولا تجبنوا، وكما في سورة النساء قوله تعالى: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ [النساء: 78].

 

وهذه هي المقدمة الأولى.

 

المقدمة الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 244]، يقول ابن كثير: "أي: كما أن الحذر لا يغني عن القدر، كذلك الفرار من الجهاد وتجنُّبه لا يُقَرِّب أجلاً ولا يُبعدُه، بل الأجل المحتوم والرزق المقسوم مقدر مُقَنَّن، لا يُزَاد فيه ولا يُنْقَص منه"[3].

 

ويقول القرطبي:

"هذا خطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بالقتال في سبيل الله في قول الجمهور، وهو الذي يُنْوَى به أن تكون كلمة الله هي العليا، وسبل الله كثيرة؛ فهي عامة في كل سبيل، وما من سبيل إلا يُقاتل عليها أو فيها أو لها، وأعظَمُها دِينُ الإسلام، وقيل: هو أمر من الله تعالى للمؤمنين ألا تَهْربُوا كما هرب هؤلاء…"[4].

 

المقدمة الثالثة: قوله تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245]، قال القرطبي في تفسيره: "لما أمر اللهُ تعالى بالجهاد والقتال على الحق؛ إذ ليس شيء من الشريعة إلا ويجوز القتال عليه وعنه – حرَّض الله على الإنفاق"[5].

 

تدبَّر هنا ذِكْر الإنفاق؛ كما جاء ذكر الإنفاق وفَرْض الزكاة قبل بدر لنتابع التشابه والترابط بين القصتين، وأهمية ذكر هذه قبل تلك!

 

أحداث القصة ومراحلها:

الأولى: قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 246]، وتشير هذه الآية إلى:

1- قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾: المراد النظر للاعتبار، والعبرة هنا: الحث والتحريض على القتال[6].

 

2- قوله تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾ إشارة إلى أن القتال كان مفروضًا على بني إسرائيل، وأن سُنَّة المدافعة كانت مشروعة لرفع الذل والظلم، ولإعلاء كلمة الله ﴿ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾.

 

3- قوله تعالى: ﴿ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا ﴾؛ أي: أميرًا وقائدًا يقودُنا إلى الجهاد؛ إذ لا بد للقتال من قائد، ولا بد للقائد من صفاتٍ وشروط.

 

4- قوله تعالى: ﴿ نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: القتال إنما يكون في سبيل الله؛ أي: ابتغاء وجهِ الله، ولإعلاء كلمته ونُصرة دِينه والحق والمستضعفين؛ فهو قتال عَدْل.

 

5- قوله تعالى: ﴿ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ﴾ [البقرة: 246] استكشاف وتبيُّن؛ إذ قد يكون الكلام مجرد فورة حماس، ثم تزول بعد ذلك وتتلاشى مع أول اختبار أو مواجهة؛ إنها حكمة النبي عليه السلام.

 

6- قوله تعالى: ﴿ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ﴾ [البقرة: 246]، ولأن المواجهةَ وساعة البأس ولقاء السيوف لم تحدث بعد؛ فهم يؤكدون رغبتهم في القتال، بل ويُقَدِّمون المبررات، فهو قتال مشروع؛ لأنه في سبيل الله، ويزيد على ذلك أنهم يشعرون بالظلم؛ فقد أُخْرِجوا من ديارهم وأبنائهم.

 

7- قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا ﴾ [البقرة: 246][7]، انظر إلى هذا التحوُّل، وهذا التراجع، إنه التولي عن الزحف، ولكنه تَوَلِّي الجبناء وضِعاف الإيمان، وهم دائمًا موجودون بين صفوف المؤمنين، وهذه كانت التصفية الأولى؛ فقد سقط الكذابون وأصحاب الشعارات والجبناء في أول الطريق!

 

8- قوله تعالى: ﴿ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 246]، دليل على أن الذين تولوا وسقطوا في أول الطريق ظلَموا أنفسهم وظلموا الذين كانوا معهم؛ لأنهم خذَلوهم وتركوهم ليواجهوا مصيرهم، ولم ينصروهم، لكن لا بأس بسقوط الجبناء؛ فليذهبوا إلى الفتنة، أو إلى المذلة، أو إلى مستنقع التاريخ؛ إذ سيَذْكُر أنهم خائنون!

 

9- قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 247]، وهذا القول من النبي إنما هو لمن ثبَت وبقي من التصفية الأولى، وهؤلاء لما وجدوا الأمر جِدًّا، وقد تعيَّن الملِك القائد والرائد، وأن الله اختاره وأَهَّلَه وزوَّده بسطةً في العلم والجسم، وهي قوة العلم، والقوة المادية والبدنية، ثم مشيئة الله، كانت الإجابةُ من البعض الذين لم يستطيعوا أن يقاوموا نوازع الجبن وعلائق الدنيا من حب الأهل والمال والنساء والتجارة وغير ذلك – هي الاعتراضَ على اختيار الله تعالى، والتلكؤ في الاستجابة؛ بالجدال في أمر واضح، لكنه فاضح؛ (تأمل الجدال هنا وفي هذه المرحلة، والجدال الذي كان قبل بدر في قوله تعالى: ﴿ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ﴾ [الأنفال: 6].

 

10- قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 247، 248]؛ إن طبيعة اليهود الإيمان بالماديات، وقد جاءتهم آية بينة ودلالة واضحة يشاهدونها ويلمسونها بأيديهم، فلا حجة لهم بعد ذلك، ﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ليُعْلَم – أيضًا – أن من بقي وواصل الطريق هم المؤمنون، فليكن التعامل مع هذه الفئة المؤمنة، ولننظر ماذا سيحدث؟

 

11- قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]، نحن أمام وضع جديد قد تبلور، وقضية جديدة، ألا وهي قضية الإيمان؛ فهذه جماعة مؤمنة، ومع الإيمان يكون الابتلاء والاختبار والتمحيص؛ لاختبار صدق الإيمان وصبر المؤمنين، ولعل هذا الامتحان يتناسب مع أول درجة من درجات الإيمان، امتحان خفيف؛ ابتلاهم بنهر وهم في طريقهم إلى ملاقاة العدو، ﴿فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ﴾ [البقرة: 249]؛ أي: قد سقط في الامتحان ولن يستمر، ومن أخذ من النهر غرفة واحدة لمجرد ذَوْق الماء دون الشرب والارتواء، فإنه قد نجح في الامتحان، وهو الأقدرُ على مواصلة الطريق، والأجدر للمواجهة، وكانت النتيجة أن الأكثرية قد شربوا ولم يحتملوا العطش، ولم يقاوموا حُبَّ الماء والرغبة في الارتواء، وهؤلاء هم المؤهَّلون لمواصلة الطريق حتى اللحظة الحاسمة، وهي لحظة لقاء العدو! (ولعل هذا الامتحان يشبه إلى حد كبير فرض الصيام على المؤمنين قبيل بدر؛ فلنتأمل!).

 

12- قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]، ولما رأت هذه القلة القليلة التي احتملت العطش وقاومت حب الماء والرغبة في الارتواء جيشَ جالوت الجبار العنيد، تقهقروا وتراجعوا وولَّوُا الأدبار، ﴿ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾؛ وصمدت الفئة الصابرة المؤمنة التي حقق الله تعالى لها الغَلَبة والنصر.

 

الحلقة الأخيرة والنهاية السعيدة والنصر المظفَّر:

قال تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 249، 250]، وبعد سلسلة طويلة من الابتلاءات، وبعد التصفية والتربية، وبعد أن سقَط الساقطون، وبقي المؤمنون الصابرون الموقنون الثابتون الواثقون من نصر الله للفئة القليلة المؤمنة، وخذلانه للفئة الكثيرة الكافرة، هنا تتغير موازين القوى (كما تغيرت يوم بدر بإنزال المطر والملائكة والسكينة وإلقاء الرعب في قلوب الكفار وتثبيت المؤمنين، وتغَيُّر موازين البصر لدى الفريقين لصالح المؤمنين وفي غير صالح الكافرين)، كانت تلك النتيجة العجيبة ﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ ﴾ [البقرة: 251]، قَتَلَ الله تعالى جالوتَ على يد داود، وكان لا يزال غلامًا صغيرا – عليه السلام – (كما كانت نهاية أبي جهلٍ الكافر العنيد على يد الغلامين مُعَوِّذ ومعاذ يوم بدر)[8].

 

الدعاء عند اللقاء:

نعم، إن الدعاء سلاح بتَّارٌ، والدعاء عند اللقاء تتجلى فيه حقيقة العبودية لله، والافتقار إليه، والاعتماد عليه سبحانه في تحقيق النصر، فلا العدد والعدة ولا الأسباب هي التي تجلب النصر وحدها، فهذه الفئة مؤمنة تحمل قضية عادلة، وتعيش لها وتضحي في سبيلها، إنها قضية الحق والعدل، ومقاومة الفساد والظلم.

 

ومع أنهم مؤمنون صادقون، ودليل صدقهم أنهم صبروا وصابروا حتى كان اللقاء المقدر، ولجؤوا إلى الله تعالى واستغاثوا به، وهذا هو الصواب – الأخذ بكل الأسباب، مع الاعتماد على الله تعالى، والاستغاثة به في مقام الشدة وحين البأس – فهم لم يناموا في بيوتهم، ولم يجتمعوا للدعاء من أجل النصر دون الأخذ بالأسباب.

 

وأنا أتعجب من عامة المسلمين اليوم الذين يجأرون إلى الله تعالى بالدعاء في تهجدهم وقنوتهم بهذا الدعاء: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147]، فهم يسألون الله أن يُثَبِّت أقدامهم وينصرهم على القوم الكافرين، وهم أبعد الناس عن المواجهة، فأين يُثَبِّت الله أقدامهم، وكيف ينصرهم وهم لم يأخذوا بالأسباب، ولم يتعبدوا بها، ولم يسلكوا الطريق الذي سلكه أسلافهم فكانوا سادة الأمم؟!

 

إن أصحاب طالوت صبروا واجتازوا امتحانات قاسية ومرُّوا بابتلاءات متوالية، حتى كانت اللحظة الحاسمة، وتحقق اللقاء، وعند المواجهة توجهوا إلى الله تعالى بالدعاء: ﴿ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 250]، وهنا فقط يأتي الله تعالى بالنصر؛ ذلك لأن الله تعالى هو الذي يملك أسباب النصر من ملائكة وغيرها، فهل تنزل الملائكة على النائمين القاعدين المتنسكين في المحاريب، والمنقطعين للذكر وحلقات الدرس وحفظ القرآن؟! قال الله تعالى لأهل بدر: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].

 

هكذا يكون: الإيمان.. اللقاء.. الثبات.. الذكر، والنتيجة: الفلاح؛ حَيَّ على الفَلاح!

 

ختام القصة وبيان العبرة:

كان الختام بقوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251].

 

نعم، إن فضل الله على العالَمين عظيم وعظيم جدًّا؛ إذ لو لم يُشْرَع قِتال الظَّلَمة والمشركين لفسدت الأرض باستعلاء الكفر وانتشار الظلم، والله تعالى لا يرضى بالظلم، بل شرع دفع الظلم ومقاومة الظالمين؛ لمنع ظلمهم، وتقليم أظفارِهم، والأخذ على أيديهم؛ كيلا يتمادَوْا في ظلمهم فيعُمَّ الفساد في الأرض، ولا بد من مقاومة الفساد وإزالته من أجل إصلاح الحياة لجميع البشر مؤمنين وغير مؤمنين.

 

إنها سنة المدافعة؛ ماذا لو لم يتم قتل جالوت هذا الكافر العنيد المتجبر الظالم؟ إنه سيَفْتِن المؤمنين، وسينشر الفساد في الأرض.

 

ثم ماذا لو لم يقاتل المسلمون في بدر، ويصدوا جيش قريش الذي تحرك متوعدًا، وخرج بَطَرًا ورئاءَ الناس ليصد عن سبيل الله ويقتل محمدًا وصحبه؟ وماذا يفعل المسلمون وقد علموا أن أبا جهل قد خرج إليهم متوعدًا ومقْسِمًا ألا يرجع حتى يقتل محمدًا ويقيم حفلاً ساهرًا ترقص من حوله الراقصات، وتتمايل عليه المغنيات، ويشرب الخمر ويروح في سكرة لا يُفيق بعدها؛ حتى لا يُحِسَّ بألم القتل وقطع الرأس في نهاية محتومة مقدَّرة؟

 

هل يترك المسلمون المشركين يحصدونهم حصدًا ويدخلون المدينة فاتحين رافعين أعلام هُبَل واللات والعزى؟

هل يستسلم المسلمون للذبح؟ أم يقاتلون دفاعًا عن عقيدتهم ودينهم وأرضهم؛ ليكون الدين لله وكيلا تكون فتنة؟ كان هذا هو أمر الله وإرادته النافذة؛ قال تعالى في سورة البقرة: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 193]، فقَاتلُوا المشركين في بدر وبعد بدر، قال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الأنفال: 39]، وهو الأمر الثاني؛ فالآية الأولى في الجزيرة (وهو قتال قريش)، والثانية في الأرض كلها؛ ليكون كلُّ الدين لله، وكانت غزوة بدر، وفي أعقابها نزلت سورة الأنفال.

 

ومما سبق يتبين أن هناك علاقة ووجهَ شَبَهٍ – كما سبق بيانُه – بين قتال طالوت لجالوت، وبين قتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لقريش، ويتضح وجه الشبه والعلاقة مما يلي:

1- مبررات القتال:

ففي قصة طالوت: ﴿ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ﴾ [البقرة: 246]، وفي النبي صلى الله الله عليه وسلم وأصحابه كان قولُه تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]، ومثلها قوله تعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 39، 40].

 

2- عدد هؤلاء وهؤلاء:

وهو ما ورد في الآثار السابقة أن عدد أصحاب بدر كعددِ أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، وذكر ذلك البخاري في: (باب غزوة أصحاب بدر)[9].

 

3- الخوف من المواجهة بسب عدم التكافؤ في العدد والعُدَّة:

ففي قصة طالوت: قالوا: ﴿ لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾ [البقرة: 249]، وفي أصحاب بدر: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ﴾ [الأنفال: 5، 6].

 

4- النصر بالقلة:

ففي قصة طالوت: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 249]، وفي أصحاب بدر: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26].

 

5- النصر بالدعاء عند اللقاء:

ففي قصة طالوت: ﴿ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 250]، وفي غزوة بدر رفَع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، فقال: ((يا رب، إن تهلِكْ هذه العصبة فلن تعبَدَ في الأرض أبدًا، اللهم أَنْشُدُك عهدك ووعدك، اللهم إن شئتَ لم تُعْبَدْ))، فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبُكَ، فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ [القمر: 45][10].

 

6- عند وجود الفئة المؤمنة الصابرة تنقلب موازين القوى:

ففي قصة طالوت، كانت نهاية جالوت الكافر المعاند على يد داود، وكان غلامًا صغير السن، وقد قتله بالمقلاع[11]، وفي غزوة بدر كانت نهاية أبي جهل رأس الكفر والعناد وهلاكُه على يد غلامين صغيرين؛ روى ابن هشام في السيرة: "قال معاذ بن عمرو بن الجموح: سمعت القوم – وأبو جهل في مثل الحرجة؛ (الشجر الملتف) – وهم يقولون: أبو الحكم لا يُخْلَصُ إليه، فلما سمعتُها جعلْتُه من شأني، فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملْتُ عليه، فضربته ضربة أطَنَّتْ قدَمَه (أطارتها) بنصف ساقه، فوالله ما شَبَّهْتُها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مِرْضَخَةِ النَّوى حين يُضْرَب بها، قال: وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي، فتعلقَتْ بجلدة من جَنْبي، وأجهضني (غلبني) القتالُ عنه، فلقد قاتلت عامَّة يومي، وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتَني وضعتُ عليها قدمي، ثم تمطَّيْتُ بها عليها حتى طرحْتُها.

 

قال ابن إسحاق: ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمن عثمان"[12].

 

قال البخاري (باب قتل أبي جهل): عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ينظر ما صنع أبو جهل؟)) فانطلق ابن مسعود فوجدهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابنَا عَفْرَاءَ حتى بَرَدَ…، قال ابن حجر: قوله (ابنا عفراء) هما معاذ ومُعَوِّذ، وحاصله أن كلاًّ من ابني عَفْرَاءَ سألا عبدالرحمن بن عوف فدلَّهما عليه، فشدا عليه فضرباه حتى قتلاه، وهما معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نظر في سيفيهما وقال: كِلاكما قتله)[13].

 

ومن هنا يتبين مدى تأثير قصة طالوت في نفوس المسلمين حينما قص عليهم القرآن قِصَّةَ فئةٍ مؤمنة مرت بها ظروف وأحداث كالتي يمرون بها، ثم كان عاقبتها النصر والغلبة، والدروس المستفادة كثيرة، والعبر ناطقة، ولِقُرْب نزولها من أحداث غزوة بدر ومقدماتها كان لها أيُّما وقْع وتثبيت لقلوب المؤمنين، والأمل في النصر، وكان ذلك بمثابة تهيئة وتعبئة نفسية ومعنوية (قبيل بدر).

 


[1] فتح الباري جزء 7، ص 34، باب عدة أصحاب بدر.

[2] تفسير القرطبي جزء 2، ص 1038، ط الشعب.

[3] تفسير ابن كثير، الجزء الأول، ص 299.

[4] تفسير القرطبي جزء 2، ص 1045.

[5] المرجع السابق.

[6] تفسير القرطبي جزء 2، ص 1051.

[7] قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ﴾ [الأنفال: 15].

[8] فتح الباري، جزء 6، ص 234، باب قتل أبي جهل علي يد ابنَيْ عفراء.

 

تعليقات المستخدمين

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يمكنك قراءة

  • 01 جمادى الآخرة 1443 هـ
    قف على السر من “ليلني منكم أولو الأحلام والنهى “

    قف على السر من “ليلني منكم أولو الأحلام والنهى “

  • 30 جمادى الآخرة 1442 هـ
    كونوا معَ الصّادقين

    كونوا معَ الصّادقين

  • 11 ربيع الأول 1442 هـ
    فضل الأيام العشر من ذي الحجة ورسائلها التربوية

    فضل الأيام العشر من ذي الحجة ورسائلها التربوية