سلسلة الطفل الداعية نماذج 1
27-10-2020 1101 مشاهدة
نماذج من الأطفال الدعاة :
يوسف الصديق داعية صدق :
يوسف الصديق الكريم ابن الكريم ابن الكريم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، يباع من إخوته لقافلة بثمن زهيد ، فتبيعه هي الأخرى إلى صاحب قصر وصولجان ، ومال وجاه كبير ، لم يزل في ريعان طفولته لكنها محمية من الله ليكون داعية رغم مااجتمع عليه من المغريات والشهوات ، فالقصر فاخر، والمرأة فاتنة، وهو في مقتبل الشباب وعنفوان الشهوة ، والخلوة ممكنة ، ولكن أبى إلاّ أن يسير على خطى والده في العفة والدّعوة إلى الله ، ولو استعرضنا قصته كاملة للزمنا إيراد السورة كلها ، ولكن حسبنا لقطات من نافذة القصر لنرى كيف كانت تلك الرحلة الدعوية .
كره المعصية برغم كل المغريات والشهوات ، فقد دعته سيدة القصر ليفعل بها الفاحشة ففر فراره من الأسد الكاسر ، وجاءت التهمة تلاحقه لتقول السيدة لزوجها ] مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [[يوسف: 25]، وهنا يدافع عن نفسه ويقيم شواهد الاعتداء عليه ] هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي…[ بل وتأتي الشهادة من قريب لها أن المعتدي هي لا هو ، وهنا يلقنها درسا عظيما يمرِّغ كبريائها، ويعلو هو بدعوته إلى الله ، فما كان من تلك الظالمة إلا أن تسجنه وهو الشاب اليافع الذي تربى على الطاعة ،وشب على مراقبة الله تعالى ، وهل يملك شاب صغير الدفاع عن نفسه أمام من يملك القضاء والسَّجَّان ، واختار عليه الصلاة والسلام السّجن على شدته وقسوته بدل ذل المعصية وسجنها ، ولم تكتمل الحكاية بوضعه داخل السجن، ولم يترك مهمة الدعوة جانبا ليستريح من عنائها في السجن، بل استمر في الدعوة إلى التوحيد ] يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [ [يوسف:40]، وكانت النهاية أن الله نصره على ظالميه لصبره وتقواه ، ودعوته وهداه، فخرج من السجن إلى المُلك على مصر وسجونها وسجانيها، واعترفت المرأة المتغطرسة أنها كانت ظالمة له، جائرة في حقه ،فماأجملَ صبرَ يوسف عليه السلام ، ويا صلاحَ عقباه في الدارين ، هكذا أيها الداعية الصغير كن أولا تكون ! .
من كتابي الطفل الداعية تحت الطبع بوزارة الأوقاف القطرية