ترجمة لشيخنا العلامة الشهيد الحاج سليمان ميلودي العمراوي الحسني
25-10-2020 1426 مشاهدة
ترجمة مختصرة للشيخ أبي حسن سليمان بن عمر ميلودي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وآله وصحبه ومن والاه بعد فهذه ترجمة مختصرة أنقلها من ترجمة الشيخ رحمه الله تعالى لنفسه وهي محفوظة عندنا بخطه وفيها يذكر الشيخ رحمه الله تعالى :
بطاقة تعريفية : أبوحسن سليمان بن عمر ميلودي ،ولدت في شهر مارس من سنة 1950 حسب ماأخبرني والدي ، غير أن تسجيل الحالة المدنية كتب فيه 1946وهو خطأ ، ببلدة سيدي اعمر التابعة لولاية البيض ،من الوالدين الكريمين أبي محمد عمر بن سليمان بن علي بن الطاهر بن محمد وهو من المجاهدين المعروفين بمنطقة البيض إبان الثورة الكبرى ،والوالدة الفاضلة أم محمد خيرة بنت عبد السلام بن الشيخ أبونيف ينتهي نسبهما الشريف إلى الحضرة النبوية الطاهرة .
حياتي العلمية :أدخلني والدي المدرسة القرآنية عند معلم القرآن السيد المقدم محمد الملقب قبيش ،وهو أول من تعلمت عليه ولما اشتدت معركة حرب التحرير تفرق الدوار هربا من فرنسا ،وبعد فترة كان الشيخ الطالب سليمان يعلم الأولاد فدخلت عنده وقبيل الاستقلال توفي رحمه الله تعالى ،وكان الوالد حريصا على تعليمي كتاب الله تعالى ، وفي خريف 1964 أوفدني الوالد إلى زاوية بوشارب بأولاد سيدي خالد قرب السوقر ولاية تيارت ، وكان بها أكثر من خمسة وأربعين طالبا ، وبقيت بها فيها إلى أن حفظت القرآن الكريم ،وحثني شيخنا الحاج مولاي على طلب العلم ، وفي تلك
السنة زار نا الشيخ حسن القاسمي شيخ زاوية الهامل وذلك سنة 1971، وسألني عن نفسي فأخبرته أني أحفظ القرآن فأمني بالاستعداد لأذهب معه إلى الزاوية لدراسة العلم وقال : استعد لتذهب معي إلى الهامل فتقرا العلم وتتشبب " ففرحت بهذه العطية الربانية حيث كنت لاأدري قبلها بأيام إلى أين أتجه .
وصلت الهامل رفقة الشيخ وكان ذلك قبل أيام من رمضان فعينني الشيخ لصلاة التراويح بالشيخ خليل القاسمي وكان مديرا للمعهد القاسمي فأخذني إلى مسكنه بالمقطع قرب الهامل .
بعد رمضان التحقت بالمعهد وأدخلت الصف الخامس ابتدائي فدرسنا النحو والحساب والتاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية ،ووفي سنة 1972 امتنحنت في الشهادة الابتدائية فكنت من الفائزين ،وتفرق الطلاب في عطلة الصيف ولازمت المدرسة وقرأت في الصيف الجبر والهندسة والنحو (ملحة الإعراب ) والرحبية في الميراث ،ولما جاء الدخول المدرسي شاركت في مسابقة الترتيب فنجحت في الدخول إلى السنة الرابعة إعدادي ،ولكن بعض الطلاب استغربوا ذلك وقالوا كيف يمكن هذا ،وكان يدرس العام الماضي في السنة الخامسة ابتدائي فأعادوا لي امتحانا خاصا بي ففزت كذلك ، وواصلت الدراسة إلى غاية شهر ماي 1973فشاركت في امتحان الشهادة الأهلية .
مشايخي : لي مشايخ كثيرون أذكر منهم :الشيخ الفاضل الورع الزاهد السيد مقدم الحاج محمد الملقب (قبيش) ،وهو رجل صالح طيب يتحرى أكل الحلال ،ويكرم الضيوف ،علم أولاد القرية القرآن الكريم وشارك في ثورة التحرير ،وبعدالاستقلال عين إماما بقريته سيدي عمر إلى أن أخذ التقاعد سنة 1992.
ومنهم الشيخ مقدم الطالب سليمان علمني القرآن ،ونحن بالمحتشد إبان ثورة التحرير .
ومنهم الشيخ السيد مقدم عبد القادر بن الطيب وهو رجل فاضل عاقل راجح وخلق طيب عين إماما بقرية سيدي سليمان دائرة بوعلام ثم انتقل إلى البيض حتى أحيل على المعاش سنة 1992.
ومنهم الشيخ الجليل الحافظ لكتاب الله تعالى المكثر لتلاوته الصافي الحاج أحمد بن الشيباني من أولاد سيدي خالد ، وكان شيخ الزاوية يومها الشيخ الجليل المهاب الحاج عبد القادر بن خليل رحمه الله تعالى .
ومن مشايخي بالزاوية القاسمية والذي يرجع له الفضل في توجيهي وأثر في حياتي تأثيرا كبيرا هو الشيخ حسن بن محمد القاسمي رحمه الله تعالى وجزاه عني خير الجزاء ،فقد كنت أجالسه كثيرا ،وأحفظ منه الأبيات الشعرية والحكم والأمثال ،كما أنه كان ينفق علي ويكرمني .
ثم من المشايخ الربانيين الذين لايمل جلوسهم ،ولاينقطع عطاؤهم العلامة الشيخ خليل بن مصطفى القاسمي (والذي توفي في 8رمضان 1414) بعد عملية جراحية ) رحمه الله تعالى ،وكان يشجعني على الدراسة ويساعدني ويكرمني وقد منحني شهادة بخط يده لازلت أحتفظ بها .فاسال الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء .
في سنة 1974التحقت بوزارة التربية والتعليم وعينت معلما بالمدرسة الابتدائية بمولاي العربي بسعيدة ، وفي سنة 1975 شاركت في امتحان البكالوريا باجتهاد شخصي ببوسعادة وكنت من الناجحين ، ثم عينت مراقبا عاما بالداخلية الابتدائية بالبيض .
في 6جوان 1976 تزوجت من عائلة كريمة بالزوجة الفاضلة أم حسن زهرة بنت الشيخ الفقيه الحاج محمدبن جلول مشراوي الناصري .
سنة 1977 التحقت بوزارة الشؤون الدينية وعينت إماما خطيبا بمسجد حمام ربي بسعيدة .
سنة 1978 عينت عضوا موجها في بعثة الحج الجزائرية .
سنة 1982 عينت لإلقاء درس أمام أئمة ولايتي سعيدة ومعسكر وبحضور وزير الشؤون الدينية الشيخ عبدالرحمن شيبان وبعض أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى والمفتشين ،وعينوا لي تفسير سورة الليل فاستعنت بالله وقدمت الدرس فنال إعجاب الحاضرين ،واقترح الشيخ أحمد حماني رئيس المجلس افسلامي الأعلى أن ينتدبني للدراسة بجامعة الأمير عبدالقادر أويرقيني إلى إمام ممتاز فقبلت الأخيرة لظروف والدي الكريمين والذان لاأستطيع مفارقتهمت لما يحتاجان إليه من رعاية .
سنة 1985عينت إماما بالمسجد الكبير بباريس ولبثت ثلاثة أشهر تقريبا ازداد فيها مرض الربو ،إضافة إلى أن الإقامة بفرنسا لايرضاها مؤمن لنفسه ولالغيره إلا ضرورة الميتة .
عينت بمسجد الأمير عبدالقادر بسعيدة واستأنفت نشاطا طالما كنت أحلم به ففتحت مدرسة للقرآن والعلوم الشرعية ،وصارت ملاذا لطلبة العلم من شتى ولايات الوطن يدرسون مواد كثيرة منها التوحيد والفقه والميراث والتجويد وعلوم القرآن ،وغيرها من العلوم الشرعية واللغوية والاجتماعية ، تخرج منها طلبة كرام ذوو أخلاق عالية ومستوى علمي كان يفوق بكثير أئمة التكوين وصاروا أئمة ،نسأل الله أن يحفظهم ،وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم وبقينا على هذه الحال إلى أن جاءت الأحداث السياسية ، فأسسنا مع بعض الإخوة المخلصين الجمعية الثقافية الإسلامية ،ثم الجمعية الخيرية (عمر بن عبدالعزيز ) ،ولما ظهرت الأحزاب السياسية دخلنا الجبهة الإسلامية لما كنا نعتقد أنها تمثل الخط الأمثل في إقامة الدولة الإسلامية .
أدخلنا السجن مرات عدة ،بسب الظلم والجور ، إلى أن وقع الإنقلاب المشؤوم والذي جلب للبلد الدمار .
تكملة :التحق الشيخ بعد مضايقات ومحاولات عدة بالجبال وشرع في توعية الشعب من مخاطر الحكام ،إلى أن قتل بالبيض رحمه الله تعالى رحمة واسعة يوم الأحد 31جويليت 1994 ،وبه فقدت الأمة الإسلامية أحد رموزها وأعلامها الذين لم تعرف حقهم ،فقد كان الشيخ أحد الأعلام علما وأدبا وسلوكا يعرفه أهل الغرب الجزائري .
مؤلفات الشيخ :
المختصر الجامع شرح الدرراللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع .