الشهوات وأثرها على الفرد والمجتمع

27-10-2020 1710 مشاهدة

 

بسم الله الرحمن الرحيم                     الحلقة الأولى 

                     الشهوات وأثرها على الفرد والمجتمع       جمع وترتيب العبد الفقير أبي سليمان مختار بن العربي مؤمن 

قال تعالى ] زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآَبِ] {آل عمران:14} وقال سبحانه  ] [فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا] {مريم:59}  [

وقال جل في علاه ] وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا  [  {النساء:27}

ماهي الشهوات : هي الملذات التي جبل الله عليها الإنسان لتقوم بها حياتهم ، فالشهوات في حقيقتها نعمة ،و الغلو فيها والعبّ منها نقمة يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى : "  إن الله تعالى خلق فينا الشهوات واللذات لنستعين بها على كمال مصالحنا ، فخلق فينا شهوة الأكل واللذة فيه ، فإن ذلك في نفسه نعمة وبه يحصل بقاء أجسامنا في الدنيا ، وكذلك شهوة النكاح واللذة به هو في نفسه نعمة ، وبه يحصل بقاء النسل ، فإذا استعين بهذه القوى على ما أَمَرَنا ، كان ذلك سعادة لنا في الدنيا والآخرة ، وكنا من الذين أنعم الله عليهم نعمة مطلقة ، وإن استعملنا الشهوات فيما حَظَرَه علينا بأكل الخبائث في نفسها ، أو كسبها كالمظالم ، أو بالإسراف فيها ، أو تعدينا أزواجنا أو ما ملكت أيماننا ، كنا ظالمين معتدين غير شاكرين لنعمته "[ الاستقامة 1/341 ] .         

 

 

كيف تعيش البشرية اليوم في ظل شهواتها :

 

«إن البشرية اليوم تعيش في ماخور كبير! ونظرة إلى صحافتها، وأفلامها، ومعارض أزيائها، ومسابقات جمالها، ومراقصها، وحاناتها، وإذاعاتها، ونظرة إلى سعارها المجنون للحم العاري، والأوضاع المثيرة، والإيحاءات المريضة، في الأدب والفن وأجهزة الإعلام كلها… نظرة إلى هذا تكفي للحكم على المصير البائس الذي تدلف إليه البشرية في ظل هذه الجاهلية، إن البشرية تتآكل إنسانيتها، وتتحلل آدميتها، وهي تلهث وراء الحيوان، ومثيرات الحيوان، لتلحق بعالمه الهابط…»(1).

نعم أيها الإخوة كان هذا منذ أمد بعيد فكيف وقد تقدمت التقنية فصار هم سماسرتها الدعوة إلى الشهوات :

إن أعداء الدين يحاربون المسلمين بسلاحين :

1- سلاح الشهوات لإفساد سلوكهم .

2- سلاح الشبهات لإفساد عقولهم .

 

وسائل الدعوة إلى الشهوات :

الفضائيات :  إن من يشاهد القنوات الفضائية اليوم لا يكاد يسلم من الوقوع في الشهوة ، والولوغ في مستنقعها الآسن .

قنوات تبث عبر شاشاتها أغان فاحشة ما جنة داعية للرذيلة ، نساء كاسيات عاريات ، يتميعن في الحركات ، ويتكسرن في الكلمات ، يأسرن قلوب العصاة والعاصيات .

وقنوات تبث مسلسلات هابطة ساقطة ، مشاهد عري واضحة ، ومناظر فاضحة ، وأفلام خليعة ، تخلع القلب من مكانه وتمرضه .

الانترنيت وما أدراك مالانترنيت .

المجلات الهابطة

كرة القدم وجميع الرياضات (فرق للنساء ) .

المؤتمرات التي تقيمها المنظمات الدولية والتي تبيح ما حرّم الله تعالى ورسـوله – صلى الله عليه وسلم –  مـن الفواحش والخنا: كالزنى، واللواط والسحاق، بل تـسن هذه المنظماتُ القوانينَ في سبيل حماية ورعاية الفجور وأهله!

بل حتى مايسمى بجمعية مراقبة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتس" تذم وتنكر أية محاولات لدول الخليج العربي لحجب الإنترنت، ويدعونها إلى الانفتاح والحرية!! أما القنوات الفضائية الإباحية التي تعرض الأفلام والأغاني الجنسية، وتعرض الدعايات الجنسية والاتصالات الهاتفية المباشرة المصورة، وما يسمى بخطوط الصداقة، والغرف الجنسية، وأفلام محاكاة الواقع بالمناظير، والغرف المظلمة، والمسارح، وحفلات الفنادق، وغرف التأجير، والشقق المفروشة، وسفن الدعارة، اليخوت الراسية على الموانئ العائمة؛ شيء هائل وشر مستطير، زد على ذلك أسطوانات الليزر المدمجة، والمجلات، وما يتبادله الطلاب في المدارس من الدسكات، وما يرسل بالبريد الإلكتروني.. النكت القذرة.. رسائل الجوال المهيجة للغرائز.. الكلام الفاحش… لقد صار البلاء عاماً أيها الإخوة!! وما حول الشباب والصغار والكبار اليوم جنس في جنس؛ عورات مكشوفة .. أعمال محرمة .. أوحال .. قاذورات .. مستنقعات .. عفن .. قرف .. أشياء تدعوا أصحاب الفطر السليمة للتقيؤ والمرض والهم والغم لما آل إليه الأمر وصار إليه الحال، والله المستعان وإليه المشتكى وعليه التكلان!

 

 

ماهي نتيجة الدّعوة إلى الشهوات :

ويقول سيّد في موطن آخر: «وكثيرون يحسبون أن التقيد بمنهج الله، وبخاصة في علاقات الجنسين، شاق مجهد، والانطلاق مع الذين يتبعون الشهوات ميسر مريح! وهذا وهم كبير.. فإطلاق الشهوات من كل قيد، والتجرد في علاقات الجنسين من كل قيد أخلاقي.. إن هذه تبدو يسراً وراحة وانطلاقاً، ولكنها في حقيقتها مشقة وجهد وثقلة، وعقابيلها في حياة المجتمع عقابيل مؤذية مدمرة ماحقة.

والنّظر إلى الواقع في حياة المجتمعات التي (تحررت) من قيود الدين والأخلاق والحياء في هذه العلاقة، يكفي لإلقاء الرعب في القلوب، لو كانت هنالك قلوب!

لقد كانت فوضى العلاقات الجنسية هي الـمِعْول الأول الذي حطم الحضارات القديمة، وحطم الحضارة الإغريقية، وحطم الحضارة الرومانية، وحطم الحضارة الفارسية، وهذه الفوضى ذاتها هي التي أخذت تحطم الحضارة الغربية الراهنة»(2). 

تعليقات المستخدمين

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يمكنك قراءة

  • 10 ربيع الأول 1442 هـ
    أحكام الصلاة على الكرسي

    أحكام الصلاة على الكرسي

  • 10 ربيع الأول 1442 هـ
    صلاة المرأة في المسجد ووضع الحواجز بين الرجال والنساء

    صلاة المرأة في المسجد ووضع الحواجز بين الرجال والنساء

  • 10 ربيع الأول 1442 هـ
    حكم راتب التقاعد

    حكم راتب التقاعد