ذكاء دب وما ينبغي أن يكون عليه الإنسان من الحزم .

07-12-2020 1443 مشاهدة

قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي في آخر الأذكياء  : هرب رجل من أسد، فوقع في بئر، فوقع الأسد خلفه، فإذا في البئر دب،

فقال له الأسد: منذ كم لك ههنا؟

قال: منذ أيام، وقد قتلني الجوع.

فقال: له الأسد: أنا وأنت نأكل هذا الإنسان وقد شبعنا،

فقال له الدب فإذا عاودنا الجوع ما نصنع؟ وإنما الرأي أن نحلف له، أنا لا نؤذيه ليحتال في خلاصنا وخلاصه، فإنه على الحيلة أقدر منا فحلفا له فتشبث حتى وجد نقبا فوصل إليه، ثم إلى الفضاء فتخلص وخلصهما.

 

ومعنى هذا أن العاقل لا يترك الحزم في كل أموره، ولا يتبع شهوته لا سيما إذا علم أن فيها هلاكه بل ينظر في عاقبة أمره ويأخذ بالحزم في ذلك. وحكى القزويني في عجائب المخلوقات أن أسدا قصد إنسانا فهرب والتجأ إلى شجرة، فإذا على بعض أغصانها دب يقطف ثمرتها، فلما رأى الأسد أنه فوق الشجرة، جاء وافترش تحتها ينتظر نزول الإنسان. قال: فنظرت إلى الدب، فإذا هو يشير بإصبعه إلى فيه، أن اسكت لئلا يعرف الأسد أني هنا. قال: فبقيت متحيرا بين الأسد والدب، وكان معي سكين صغير فأخرجته وقطعت بعض الغصن الذي عليه الدب حتى إذا لم يبق منه إلا اليسير سقط الدب بسبب ثقله فوثب الأسد عليه وتصارعا زمانا ثم غلبه الأسد فافترسه ورجع عني.

تعليقات المستخدمين

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يمكنك قراءة

  • 19 ربيع الثاني 1444 هـ
    إذا زاد الإمام سجدة ثالثة

    إذا زاد الإمام سجدة ثالثة

  • 10 ربيع الأول 1442 هـ
    يشاهد المواقع الإباحية فما العمل ؟

    يشاهد المواقع الإباحية فما العمل ؟

  • 27 ربيع الثاني 1444 هـ
    حكم تخليل اللحية

    حكم تخليل اللحية