حكم التهنئة بشهر رمضان

27-10-2020 1064 مشاهدة
 

حكم التهنئة بشهر رمضان

 

 

 
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومصطفاه ،نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ،أما بعد :
 التهاني ـ من حيث الأصل ـ من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، حتى يأتي دليل يخصها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر.

ويدل لذلك ـ ما سيأتي ـ من تهنئة بعض الصحابة بعضاً في الأعياد ،وأنهم كانوا يعتادون هذا في مثل تلك المناسبات .

ومما يُستدَل به على جواز ذلك قصة كعب بن مالك – رضي الله عنه – الثابتة في الصحيحين من البشارة له ولصاحبه بتوبة الله عليهم،  وقيام طلحة (رضي الله تعالى عنه) إليه.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ ضمن سياقه لفوائد تلك القصة في "زاد المعاد" 3/585 :" وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية،  والقيام إليه إذا أقبل،  ومصافحته، فهذه سنة مستحبة،  وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية،  وأن الأَوْلى أن يقال: يهنك بما أعطاك الله،  وما منّ الله به عليك،  ونحو هذا الكلام،  فإن فيه تولية النعمة ربّه،  والدعاء لمن نالها بالتهني بها " .

يقول العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ مبيناً هذا الأصل في جواب له عن حكم التهاني في المناسبات ؟ ـ كما في "الفتاوى" في المجموعة الكاملة لمؤلفاته (348) ـ : 
" هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع ،وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز ،فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع ،أو تضمن مفسدة شرعية ،وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره .

فهذه الصور المسؤول عنها وما أشبهها من هذا القبيل ،فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها ،وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها ،بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب ،وتآلف القلوب كما هو مشاهد .

ثم اعلم أن هاهنا قاعدة حسنة ،وهي : أن العادات والمباحات قد يقترن بها من المصالح والمنافع ما يلحقها بالأمور المحبوبة لله ،بحسب ما ينتج عنها وما تثمره ،كما أنه قد يقترن ببعض العادات من المفاسد والمضار ما يلحقها بالأمور الممنوعة ،وأمثلة هذه القاعدة كثيرة جداً " ا هـ كلامه .

وللشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ كلام في منظومة القواعد ـ كما في المجموعة الكاملة لمؤلفاته1/143 ـ يقرر فيه هذا المعنى ،وللمزيد ينظر (الموافقات) للشاطبي  2/212 ـ 246 ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة .

فإذا تقرر أن التهاني من باب العادات، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع، ولذا : مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب، بل رغب في بعضها، وحرّم بعضها، كالسجود للتحية .

وإن أرت الموضوع مفصلا فاتبع الرابط http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/2.htm
 

 

تعليقات المستخدمين

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يمكنك قراءة

  • 29 ربيع الأول 1444 هـ
    من هو المفتي الحقيقي

    من هو المفتي الحقيقي

  • 21 جمادى الآخرة 1442 هـ
    طوبى لمن صحّت له خطوة واحدة لم يُرِد بها إلا…

    طوبى لمن صحّت له خطوة واحدة لم يُرِد بها إلا وجه الله تعالى

  • 10 ربيع الأول 1442 هـ
    ظاهرة الغش في الامتحانات تذكير لأولي البصائر

    ظاهرة الغش في الامتحانات تذكير لأولي البصائر